وصلت إلى مطار القاهرة الدولى صباح أمس طائرتان حربيتان إسرائيليتان، على متنهما 17 من أسر الجنود الإسرائيليين المفقودين فى حرب أكتوبر 1973، لإلقاء باقات من الزهور فى خليج السويس تخليدا لذكراهم. وتوجهت المجموعة فور وصولها إلى مدينة السويس، لإلقاء باقات الزهور على أرواح ذويهم، ثم عادت إلى مطار القاهرة مباشرة لتعود إلى بلادها مرة أخرى.
وقال المؤرخ العسكرى اللواء عبدالمنعم كاطو، إن هذه ليست المرة الأولى التى تأتى فيها مجموعات من أسر المفقودين الإسرائيليين فى حرب أكتوبر إلى مصر، مشيرا إلى أن هذه الواقعة تكررت أكثر من مرة، ولكن إسرائيل تختار فى كل مرة موقعا مختلفا لإلقاء باقات الزهور على أرواح المفقودين، فمرة تختار سيناء، ومرة الإسماعيلية، وهكذا.
وأضاف أن هناك 3 أهداف من وراء ذلك: الأول ترفيهى، من خلال تنظيم رحلات لأسر المحاربين القدامى، والثانى وطنى، للتأكيد على أن الذاكرة الوطنية الإسرائيلية لن تنسى أن لها قتلى فى هذه الأماكن، والثالث لمعرفة ماذا حصل لهذه المواقع بعد الحرب.
وحول السبب وراء اختيار هذا التوقيت تحديدا لتنفيذ الزيارة، قال كاطو إن الأمر يمكن ربطه بعدد من الأحداث الحالية من بينها الموقف الفلسطينى، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لمصر اليوم، والجدار الفولاذى الذى تبنيه مصر على الحدود مع غزة، ومسيرة الحرية لغزة،
مشيرا إلى أن إسرائيل تقوم بحملة نفسية ضد العرب عموما والفلسطينيين والمصريين بشكل خاص. وحول عدد المفقودين الإسرائيليين فى الحرب استشهد كاطو بما قاله موشى ديان فى مذكراته من أن إسرائيل خسرت فى حرب أكتوبر واحد فى الألف من سكانها أى حوالى 3 آلاف و800 شخص، وإذا افترضنا أن المفقودين 10% يكون عددهم حوالى 380 شخصا.