اختلف خبراء سياسيون حول مدى تخوف التيارات الليبرالية واليسارية، بعد إعلان السلفيين دعمهم للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، مرشحاً لرئاسة الجمهورية، ففيما رأى البعض أن الليبراليين سيعيدون النظر فى مسألة تأييد «أبوالفتوح» للرئاسة، قلل آخرون من تأثير دعم السلفيين على تأييد القوى والتيارات الليبرالية لـ«أبوالفتوح»، لأن مشروعه يتسع للإسلاميين وغيرهم.
من جانبه، قال الدكتور جمال عبدالجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن تأييد السلفيين ودعمهم لـ(أبوالفتوح) سيؤدى إلى قيام بعض الليبراليين بإعادة التفكير فى دعمهم له».
وأكد «عبدالجواد» أن دعم السلفيين لـ«أبوالفتوح» ومنحه أصواتهم فى الانتخابات سيؤدى إلى خسارته أصوات الليبراليين، لأن العديد منهم خائفون من تكرار تجربة البرلمان الإسلامى واستحواذهم على أغلبية المقاعد.
واتفق معه الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، مؤكدا: «إن الانتخابات إذا تمت فى موعدها، ولم تتأجل بعد إعلان السلفيين دعم (أبوالفتوح)، فإن السباق الرئاسى سيقتصر على ثلاثة مرشحين (صباحى)، مرشح القوى الثورية، و(أبوالفتوح)، مرشح التيار الإسلامى، و(عمرو موسى) مرشح النظام السابق».
وقال «زهران»: «دعم وتأييد السلفيين وحزب النور لـ(أبوالفتوح) سببه تعزيز مرشح التيار الإسلامى وليس تعزيز (أبوالفتوح) لشخصه، وأنهم لن يعطوا أصواتهم لأحد آخر لأن (صباحى) بالنسبة لهم علمانى، وهم يريدون سيادة التيار الإسلامى فى جميع شؤون الدولة».
وأشار «زهران» إلى أن موقف «صباحى» أصبح قوياً بعد دعم العديد من القوى الثورية له، وأضاف: «بعد دعم وتأييد حزب النور لـ(أبوالفتوح)، وخروج (حازم أبوإسماعيل) من السباق فإن السلفيين لم يجدوا أفضل من (أبوالفتوح) رمزاً للتيار الإسلامى، أما عن أتباع النظام السابق فإن الكفة ستكون فى صالح عمرو موسى».
وعن رأيه فى تخوف الليبراليين بعد دعم السلفيين لـ«أبوالفتوح»، قال «إن الشعب المصرى تعلم من الخطأ، ولن يعيد تكراره مرة أخرى بعد تجربته المريرة مع البرلمان، والدليل على ذلك حملة (كاذبون) التى أطلقها شباب القوى الثورية على قوى التيار الإسلامى، التى تجنى ثمارها فى الشارع المصرى، خاصة بعد إدراكهم أنهم يخفون أكثر مما يظهرون، وأن الشعب لن ينحاز مرة أخرى إلى الإسلاميين» - على حد قوله.
واختلف معهم الدكتور وحيد عبدالمجيد، المحلل السياسى عضو مجلس الشعب، قائلاً: «ربما يؤثر دعم السلفيين لـ(أبوالفتوح)، على عدد قليل من الليبراليين، ومن يعرف (أبوالفتوح) جيداً يدرك أنه صاحب مشروع وطنى جامع يتسع للإسلاميين، كما يتسع لغيرهم».
وأشار «عبدالمجيد» إلى أن بعض الأفراد من بعض التيارات الليبرالية أو اليسارية هى التى تستبعد «أبوالفتوح» من حساباتها كمرشح للرئاسة، وهم أشخاص ليس لديهم قبول بالإسلاميين أو بالتيارات السلفية من حيث المبدأ.
وواصل: «بعض الليبراليين لا يزعجهم أن تكون تيارات أخرى مع (أبوالفتوح) فى مشروعه، لأن ذلك يعزز من فرص نجاح هذا المشروع».