مرشحو الرئاسة فى عيون رجال الأعمال

كتب: اخبار الأحد 29-04-2012 20:20

تباينت وجهات نظر مجتمع الأعمال حول اختيار المرشح الأمثل لرئاسة الجمهورية، فى ظل عدم إعلان أغلب المرشحين برامج الإصلاح، خاصة الإصلاح الاقتصادى الذى أجمعت العينة من مجتمع الأعمال عن أنه يحتاج إلى معجزة إلهية للارتقاء به، فى ظل الأوضاع الراهنة وارتفاع عجز موازنة الدولة والذى يتزامن مع تآكل الاحتياطى النقدى الأجنبى. «المصرى اليوم» حرصت على اختيار عينة تعكس مختلف قطاع الأعمال فى شتى المجالات وأظهرت آراؤهم أنهم استبعدوا مجموعة كاملة من المرشحين الذين رفعوا برامج يسارية تتحدث عن أهمية العدالة الاجتماعية مثل حمدين صباحى وخالد على، مفضلين مرشحين ينتمون لبرامج اليمين الاقتصادية، والليبراليين مثل الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى، وإن اختار عدد منهم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، إلا أنهم أجمعوا على أن الاختيارات قد تتغير عقب الإعلان النهائى للبرامج الاقتصادية لجميع المرشحين.

المهندس عليوة شلبى، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات، يرى أن الفريق أحمد شفيق هو الأصلح لمنصب الرئاسة، معللاً ذلك بالإنجازات التى تحققت فى عهده، خاصة تطوير مطار القاهرة والذى انتقل إلى ما وصفه بالشكل المتحضر فى الفترة التى كان يشغل فيها منصب وزير الطيران المدنى، مضيفاً: يأتى ذلك بخلاف فقدان الثقة فى الإسلاميين، وذلك بعد الأكاذيب العديدة التى أثيرت عنهم وحولهم الفترة الماضية، واستطرد شلبى قائلاً: ينبغى تقديم المرشحين الكاذبين للنيابة العامة للتحقيق معهم حول المستندات المزورة التى تقدموا بها للجنة الرئاسة، ومن ثم فمن غير اللائق إعطاء صوت لمرشح يبدأ مشواره السياسى بالأكاذيب.

واتفقت فى الرأى مينوش عبدالمجيد، العضو المنتدب لإحدى الشركات، مع المهندس عليوة شلبى فى انعدم الثقة فى المرشحين الإسلاميين إلا أنها اختلفت فى الرأى حول اختيار المرشح، مقررة المفاضلة بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وعللت ذلك بالقول: «يتمتع عمرو موسى بعلاقات خارجية جيدة وخبرة سياسية واسعة، كما أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رغم خلفيته مع الإخوان المسلمين، لايزال من القلة القليلة التى تتحلى بروح الثورة».

المهندس مختار الدهشورى، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات التى تعمل فى مجال العقارات، أبدى استياءه مما يحدث فى ملف رئاسة الجمهورية، وأعرب عن غضبه من أداء حزبى الحرية والعدالة والنور السلفى فى مجلسى الشعب والشورى، وتساءل: إذا كان هذا هو الأداء فى السلطة التشريعية، فكيف يمكن الثقة فى مرشح رئاسى إسلامى؟ موضحاً أن عمرو موسى هو الأفضل من وجهة نظره، خاصة بعد أدائه الجيد فى المناصب التى حصل عليها من قبل كرجل دولة، سواء وزير للخارجية أو أمين عام للجامعة العربية.

أحمد عبدالحميد، أمين صندوق جمعية مستثمرى السادس من أكتوبر، رئيس شعبة الرخام فى اتحاد الصناعات، أعرب عن تشاؤمه من العثور على مرشح يستطيع أن يكون رئيساً لمصر ويجد حلاً قاطعاً لأهم المشكلات الرئيسية فى مصر والتى تحتاج إلى سنوات عديدة لحلها، وأهمها مشكلات التعليم والصحة والبطالة وتوفير مظلة للتأمين الصحى لأصحاب المعاشات، مشترطاً أن يأتى المرشح ببرنامج يوضح فيه وجهة نظره لحل هذه المشكلات وطريقة العلاج بدلاً من الوعود التى شبع منها المواطن المصرى، وعلى الرغم من ثقته فى عدم وجود مرشح يستطيع تقديم حلول لتلك المشكلات فإنه يفاضل بين اثنين من المرشحين الفريق أحمد شفيق والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.

علاء رضوان، عضو المجلس التصديرى بغرفة الصناعات الغذائية، بدون تردد أكد أنه سيختار عمرو موسى، مبرراً اختياره بالإمكانيات والأدوات التى يمتلكها وهذا ما تتطلبه هذه المرحلة، خاصة أن الفترة الراهنة تحتاج إلى علاقات خارجية جيدة مع مختلف دول العالم، وأوضح «رضوان» أنه من خلال عمله فى استيراد اللحوم يرى أنه لا غنى عن الأسواق الأوروبية والعربية والعلاقات الخارجية الجيدة التى ت آفاقاً استثمارية جديدة ستنعكس على الاقتصاد المصرى بالإيجاب وهو ما نحتاج إليه فى المرحلة المقبلة بعد النزيف الاقتصادى التى تعرضت له مصر الفترة الماضية، ويرى رضوان أن مدة الرئاسة القصيرة نسبياً والتى تصل إلى 4 سنوات ميزة نسبية، لأن المرشح الذى لن يثبت الكفاءة يمكن تغييره بآخر يحقق التوازن بين المواطنين والعلاقات الخارجية فى آن واحد.

المهندس حمدى رشاد، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات، على الرغم من عمله فى مجال الأوراق المالية، وتقلده بعض المناصب الحكومية من قبل فإنه يصف الدكتور أبوالفتوح بأنه رجل المرحلة المقبلة، وذلك بسبب وطنيته وتاريخه السابق، كما أنه أفضل الاختيارات بعد انسحاب الدكتور محمد البرادعى، الذى يحافظ على روح الثورة ويتحلى بالصفات التى خلقها ميدان التحرير.

علاء الثقتى، رئيس جمعية مستثمرى بدر، أكد ميله إلى ترشيح الفريق أحمد شفيق، واصفاً إياه بأنه يمتلك خبرة اقتصادية ستضع مصر على الطريق الصحيح وإنجازاته فى مطار القاهرة ووزارة الطيران هى الدليل القاطع على أدائه، مستنكراً وجود أى مرشح إسلامى بعدما وصل إليه البرلمان وخيبة الأمل التى شعر بها ناخبو الأحزاب الإسلامية والتى لم تحقق أى بادرة أمل منذ سيطرتها على مختلف النقابات ومجلسى الشعب والشورى ليختتم حديثه قائلاً: «كفاية إسلاميين لحد كده».

بالمقابل، كان حسام عرفات، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية باتحاد الغرف التجارية - هو الأكثر انفعالاً وتشاؤماً لما ستشهده المرحلة المقبلة، قائلاً سأمتنع عن ترشيح أحد وذلك بعد الوسائل التى يتبعها المرشحون خاصة الإسلاميين منهم، واصفاً إياها بأنها تلعب على أوتار الأميين والجهلاء، وهو استغلال واضح للمواطنين البسطاء الذين لا يتمتعون بالوعى السياسى اللازم، حسب قوله.

وعن أسباب رفضه ترشيح مدنيين قال «عرفات»: كيف انتخب مرشحاً للرئاسة دون وجود برنامج انتخابى واضح، الجميع مشغولون بالصراع على السلطة فى منصب من المفترض أن يفر منه المرشح الذى يعى معنى رئاسة للجمهورية وما سيتبع هذا المنصب من صعوبات ومشاكل وأزمات، وتابع حديثه قائلاً: لابد من ظهور المرشحين واستعراض مواقفهم، وتوجيه أسئلة لهم توضح كيفية التصرف بشكل عملى فى القضايا المختلفة حتى تتضح الرؤيا أمام المواطن البسيط قبل رجال الأعمال.

علاء الزهيرى، العضو المنتدب لإحدى الشركات التى تعمل فى مجال التأمين لايزال فى انتظار إعلان جميع المرشحين برامجهم الانتخابية خاصة الاقتصادية منها، إلا أنه فى ذات الوقت يفاضل حالياً بين كل من عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى، خاصة أنهما الوحيدان اللذان تقدما ببرنامجيهما، وإن كانا لايزالان منقوصين، حسب قوله، إلا أن الاهتمام بوضع برنامج انتخابى واضح هو مؤشر إيجابى على طريقة تفكيرهما العملية، واهتمامهما بتوضيح النقاط الرئيسية أمام المواطن المصرى، وطالب الزهيرى بضرورة إنهاء سائر المرشحين برامجهم وإعلانها والإعلان عن كيفية التطبيق والتنفيذ حتى لا يقتصر الأمر برمته على الشعارات فقط.