أبرزت وسائل الإعلام الغربية قرار المملكة العربية السعودية إغلاق سفارتها فى القاهرة واستدعاء السفير أحمد القطان، على خلفية المظاهرات التى حاصرت سفارة الرياض لدى القاهرة احتجاجاً على اعتقال المحامى المصرى أحمد الجيزاوى فى المملكة، حيث رأت أنه تصعيد خطير بين البلدين.
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن القرار أدى إلى أزمة دبلوماسية مفاجئة للمجلس العسكرى الحاكم فى مصر، حيث أصبح جنرالات المجلس مضطرين للعمل على إصلاح الصدع مع هذا الحليف القديم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النزاع الدبلوماسى يكشف عن رغبة المصريين فى التأكيد على مطالبهم بانتهاج سياسة خارجية قوية، فضلاً عن نبذ التحالفات القديمة المستمرة منذ عقود من قبل الحكام المستبدين دون الحصول على موافقة الشعب المصرى.
وأضافت الصحيفة أن هذه الأزمة الدبلوماسية جاءت فى الوقت الذى تشتد فيه حاجة الاقتصاد المصرى إلى المساعدة من الجارة الغنية، حيث إن البلاد تحتاج لضمانات مالية من جيرانها من الدول العربية الغنية، فضلاً عن المساعدة فى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى، والذى سيكون حاسماً لإصلاح العلاقة التالفة بين الاقتصاد المصرى والمستثمرين الأجانب، والحيلولة دون خفض قيمة العملة.
وعلقت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية على التصعيد السعودى، واصفة إياه بأنه تصعيد «غير متوقع» من جانب الرياض، فضلاً عن أنه تصعيد خطير للتوتر بين هاتين القوتين.
واعتبرت الوكالة الأمريكية أن هذا الصدع الدبلوماسى بين أكبر قوتين فى المنطقة يعد الأسوأ منذ توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد فى 1979وزيارته للقدس، حيث قادت السعودية فى هذه الفترة «جبهة الرفض» فى العراق، وتم تجميد عضوية مصر فى جامعة الدول العربية، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، وصدرت قرارات بمقاطعة مصر اقتصاديًا وسياسيًا وعسكرياً.
وتابعت: «فاجأ انهيار نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى العام الماضى الملكية فى المملكة العربية السعودية، التى رأت فيه دلالة على نقاط الضعف المحتملة الخاصة بها وكيفية تحول الدعم الغربى المفاجئ عن الحلفاء القدامى.