زى النهارده.. وقوع «حادثة المروحة» التي انتهت بالاحتلال الفرنسي للجزائر

كتب: ماهر حسن الأحد 29-04-2012 09:00

فى 1818 تولى الباشا حسين (الداى حسين) حكم الجزائر، وقد تميزت شخصيته بالغيرة على وطنه ودينه وشعبه، وكان يتمتع بهيبة كبيرة، وكان من التقاليد السياسية أن يقوم قناصل الدولة الأجنبية بزيارة (الباشا) فى المناسبات المهمة، وفى مناسبة الاحتفال بعيد «الفطر» فى مثل هذا اليوم 29 من إبريل 1827 كان القنصل الفرنسى حاضرًا، ودار حديث بينه وبين الباشا حول الديون المستحقة للجزائر لدى فرنسا والمقدرة بـ20 مليون فرنك فرنسى، عندما ساعدت الجزائر فرنسا حين أعلنت الدول حصاراً عليها بسبب إعلانها الثورة الفرنسية، وقد عجزت فرنسا عن سدادها للجزائر، فما كان من القنصل الفرنسى إلا أن رد رداً غير لائق فأمره الباشا بالخروج من حضرته، لكنه لم يتحرك فلَّوح له الباشا بالمروحة التى كانت فى يده (وقيل إنه ضربه بها على وجهه)، وهو ما يعرف بحادثة المروحة أو «حادثة قصر القصبة» فكتب القنصل لبلاده بما حدث، وضخّم الحدث فاتخذت فرنسا من هذا الموقف ذريعة للاحتلال، وفى 12 يونيو 1827 بعث شارل العاشر إحدى قطع الأسطول الفرنسى إلى الجزائر، وجاء قبطانها إلى الباشا وطلب منه أن يصعد إلى السفينة ويعتذر للقنصل فلم يوافق الباشا، فاقترح القبطان على الباشا الاعتذار للقنصل بمحضر الديوان فى وجود القناصل الأجانب، أو يرسل بعثة برئاسة وزير بحريته إلى السفينة ليعتذر باسم الباشا إلى القنصل، ولم يقبل الباشا فحاصر الفرنسيون الجزائر فى 1828 لمدة 6 أشهر حصاراًً أرهق فرنسا أكثر مما أرهق الجزائر، وكلف الخزانة الفرنسية سبعة ملايين فرنك، ولم يؤت ثماره، وكانت هذه الحادثة بداية لاحتلال الجزائر 130 سنة.