تيم سباستيان لـ«المصري اليوم»: أطراف العمل السياسي في مصر «تخاف من الحرية»

كتب: عزة مغازي الثلاثاء 24-04-2012 19:25

قال مقدم البرامج البريطاني تيم سباستيان، مقدم برنامج «الحوارات العربية الجديدة» على قناة «بي بي سي»، في حوار مع «المصري اليوم»، إن «أمام الصحافة في مصر الآن فرصة حقيقية لأن تؤدي مهمتها الأساسية وتعمل لأجل القارئ، لا لأجل مؤسسة أو حزب أو سلطة رقابية، الصحافة المصرية الآن تملك أمرها وعليها أن تنتهز هذه الفرصة».

وسباستيان موجود في القاهرة لتقديم حلقة من برنامجه، تتناول مصداقية الانتخابات الرئاسية في مصر. وقال «الانتخابات الرئاسية تعد نقطة تحول ضخمة في التاريخ المصري، قال لي صديق إن هذه هي المرة الأولى التي يتاح للمصريين فيها اختيار حاكمهم منذ آلاف الأعوام، لا أعرف مدى دقة هذه المعلومة، ولكن تبقى هذه الانتخابات التعددية الحرة سابقة أولى في تاريخ مصر، تستحق الالتفات لها والتوقف امامها».

وبدأ تيم سباستيان المذيع والكاتب البريطاني العمل في شبكة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قبل ثلاثين عامًا، وكانت الحرية التي حظي بها خلالها هذه الأعوام الثلاثين دافعًا له لإيجاد وسيلة لنشر تلك الحرية في مناطق أخرى من العالم.

وأوضح أنه «خلال ثلاثين عامًا من العمل الإعلامي لم يطلب منى أحد التوقف عن مناقشة موضوع بعينه، أو عدم التعرض لأشخاص نافذين، هذه الحرية المطلقة التي حظيت بها في عملي انطلاقًا من فهم كامل لدور الصحافة والإعلام كأداة رقابية في يد الشعب على كل من يتحكمون في مصائرهم، هي الدافع لبدء برنامج الحوارات العربية الجديدة».

ويرى سباستيان أن هناك مخاوف من ممارسة الحرية في مصر ويتهم الغرب «بتسويق حرية التعبير بشكل خاطئ»، حيث يظنها الناس مرتبطة بمهاجمة الدين، أو إتاحة التدخل الاجنبي في شؤون البلاد الداخلية «وهو مفهوم مغلوط تمامًا».

 ويقول الإعلامي البريطاني إن التخوف من ممارسة الحرية موجود لدي جميع الأطراف في مصر «فهي أمر جديد وطارئ، لكن المصريين الذين أدهشوا انفسهم قبل أن يدهشوا العالم قادرين على خوض ذلك القتال من أجل توسيع قاعدة الحرية وترسيخها».

وأضاف إلى هذا القلق الموروث من مناقشة الأمور السياسية «تحفظات السلطة المستمرة على هذا النوع من الحرية التي ترفع سقف توقعات الناس، وبالتالي سقف اعتراضهم على ممارسات السلطة».

تحفظات السلطة التي يوردها سباستيان بدت خلال الحلقة الأولى التي قدمها في القاهرة من برنامجه: «مناظرات الدوحة» في أكتوبر الماضي، وكان موضوع المناظرة هو «مدى جدية المجلس العسكري في تطبيق إصلاحات سياسية في مصر».

وقتها منعت جهات أمنية عقد الندوة في وكالة «بازرعة» الأثرية، وأبلغت السلطات فريق العمل بأن منع المناظرة جاء لخضوع الوكالة للترميم، لكن دكتور فرج فضة مسئول قطاع الأثار الإسلامية نفي لـ«المصري اليوم» حينها وجود أية إصلاحات في الوكالة، مؤكدًا أن ترميمها منتهي بالفعل قبل عامين.

يعلق سباستيان: «هذه المواقف تتكرر، وهي مفهومة تمامًا. فالبعض لديه تحفظات على الخوض في الأحاديث والموضوعات الشائكة، لكن لا يمكن تجاهل هذه الموضوعات لأنها تهم الناس بالفعل».

لكنه لا يخفي تفاؤله ويقول: «خلف كل تلك المضايقات والمشكلات السياسية واستمرار الانتهاكات التي تتعرض لها الشعوب، تبقى صورة أكبر، وهي أن مصر لن تكون أبدًا ما كانت عليه قبل 25 يناير، لقد أدركت السلطة وأدرك الناس مدى قوة الشعب، ولن تجرؤ أية سلطة محتملة على تجاهل الناس بعد الآن».

ويؤكد سباستيان أن مثل هذه التدخلات لن تعوق استكمال برنامج «الحوارات العربية الجديدة» الذي يعقد مناظراته في مصر وتونس «فالبرنامج مستمر ما دام الناس يريدون متابعته».

ويخطط سباستيان لمشاركة مقدم عربي خلال الموسم الثاني للبرنامج، في حالة استمرار التمويل المخصص لإنتاجه، يقول: «اللغة الإنجليزية التي تُعقد بها المناظرات حاليًا تعوق مشاركة فئات أوسع في مناقشة الموضوعات المطروحة والتواصل معها، لهذا فوجود مدير مناظرات عربي قادر على إدارة الحوار باللغة العربية سيوسع من قاعدة المتلقين والمشاركين، وسيسهم في نشر فكر المناظرات في العالم العربي».

وقدم سباستيان سبعة من أصل عشرة حلقات يستهدفها الموسم الأول من برنامجه، ناقش خلالها قضايا الإصلاح السياسي والأزمات التي تواجه مصر وتونس باعتبارهما الدولتين الرائدتين في الثورات والتحول السياسي في العالم العربي.

واستهدف الموسم الأول الذي ينتهي في يوليو المقبل مصر وتونس فقط، ولكن سباستيان يأمل في حالة تقديم جزء ثان، أن يتسع نطاق المناظرات لتشمل قضايا وبلدان عربية أخرى، لافتًا إلى أن فن المناظرات هو فن عربي أصيل.

وقال «عندما تعاقدت مع مؤسسة الدوحة لعمل برنامج (مناظرات الدوحة)، قلت لهم أننى سأخطو 1400 عام إلى الوراء، فالعرب والمسلمين استخدموا فن المناظرات للحوار والمناقشة في كافة الأمور والقضايا بما فيها القضايا الدينية».

ويؤكد سباستيان أن الطرح المعتمد على الإقناع بالمعارف والمعلومات، هو فن عربي بالأساس، وأن العالم العربي قادر على استعادته وتوظيفه من أجل حل مشكلاته وقضاياه عبر إخضاعها للنقاش. وهي الفكرة الدافعة لبرنامج «الحوارات العربية الجديدة» المدعوم من مؤسسة التعاون الثقافي والتنمية السويدية والمركز الثقافي البريطاني.

وتعقد الحلقة الرابعة من «الحوارات العربية الجديدة» في مصر مساء الثلاثاء، وتطرح فرضًا حول فقد الانتخابات الرئاسية لمصداقيتها لدي الشعب المصري، ويناقش لصالح الطرح الناشطة السياسية شهيرة أبو الليل إحدى مؤسسي حركة مقاطعة انتخابات الرئاسة، ويناقش ضد الطرح أحمد نجيب العضو المؤسس بحزب التيار المصري.