«داندورا».. مدينة تعيش على مخلفات «نيروبى»

كتب: خالد عمر عبد الحليم الأحد 22-04-2012 18:03

«مكاتب فخمة ومقار لشركات دولية مثل (كوكاكولا) و(جوجل)، ومظاهر حضارية قد تقارب بعض الدول الأوروبية».. هكذا تبدو العاصمة الكينية نيروبى والتى تعد واحدة من المدن الأكثر نموا فى القارة الأفريقية.

وعلى الرغم من هذا المظهر المشرق للعاصمة، فإن مدينة «داندورا» لا تشارك العاصمة الحياة المرفهة التى يحيون فيها، حيث إن تلك المدينة تحولت تدريجيا لتصبح بمثابة مقلب كبير للقمامة لسكان العاصمة المرفهين.

وللعيش فى «داندورا» فإن هناك نظاما خاصا للحياة، فهناك من يسمون «حراس الأبواب» وهم من أبناء المدينة الذين يحصلون على «كارتة» (نقود) مقابل السماح بدخول السيارات إلى المدينة لتفريغ شحنتها من المخلفات.

ويصف المسؤولون فى القطاع الصحى فى كينيا الحياة فى تلك المدينة بأنها مذرية، حيث إن سكانها يستنشقون السموم باستمرار ويأكلون من القمامة وتتواجد حولهم الحشرات والفئران بشكل اعتيادى، وهو ما يجعل صحتهم مهددة بالتدهور باستمرار، غير أن الكثير من سكان المدينة يقولون إنهم يحيون فى هذه المدينة لأن وجودهم فيها أفضل من أن يتركوا فيموتوا خارجها.

ولا توجد فى «داندورا» أى أنشطة بخلاف إعادة تدوير القمامة، كما يقطنها الكثير من المحتاجين الذين يلجأون للأكل من بقايا العاصمة «الغنية» نسبيا، وعلى الرغم من المجهود الشاق الذى يبذله سكان المدينة، فإن الكثير منهم لا يحصل على ما يزيد على نصف دولار «3 جنيهات تقريبا» مقابل ما يجمعه من مجهود يوم كامل.

وتعتبر «داندورا» بمثابة أكبر مقلب قمامة فى العالم وفقا لبعض التقديرات، وما يزيد من استياء سكانها أن حدود مدينتهم تنتهى بالقرب من منطقة غنية فى العاصمة الكينية، وهو ما يثير تناقضا بين الأبراج العالية فى العاصمة ومن يعيشون فى عشش بداخل تلال القمامة فى «داندورا».

وتظهر العديد من اللقطات لسكان المدينة المنكوبة وهم يتقاتلون على بقاية السلطة والساندويتشات والخبز والأطعمة، ويقفون بجوار الشاحنات وهى تفرغ ما بها من مخلفات حتى يكونوا الأسبق إليها وحتى يتجنبوا تلوث محتويات الشاحنة وضياعها وسط تلال القمامة الكبيرة.

ويقول أحد سكان المدينة إنه اعتاد على أن يأكل أى شىء يجده فى القمامة مع إطعام بعض الخنازير التى يربيها، مشيرا إلى أن ضيق مساحات مساكن قاطنى المدينة يجبرهم على إخراج مواطنين غير أسوياء لا صحيا ولا نفسيا، غير أن هذا لا يمكن تغييره فى ظل الفقر المدقع والجهل المطبق لغالبية سكان المدينة.