«البشير» يتعهد بمنع نفط «الجنوب».. ويهدد بتوسيع نطاق الحرب

كتب: وكالات السبت 21-04-2012 19:57

فى مؤشر جديد لاستمرار التوترات بين الدولتين احتفل السودان باستعادته «بالقوة» منطقة «هجليج» النفطية الحدودية المتنازع عليها، متوعداً بمنع مرور نفط جنوب السودان عبر أراضيه، بينما أكد «الجنوب» أن عناصر من قواته مازالت فى «هجليج» بعد حديثه عن انسحاب طوعى وتدريجى تحت ضغط دولى.

ومع الإعلان عن «تحرير» هجليج تدفق آلاف السودانيين، الجمعه، إلى مقر رئاسة أركان الجيش فى العاصمة السودانية الخرطوم، بينما أطلقت أبواق السيارات فى واحدة من كبرى مظاهرات الفرح فى الخرطوم منذ سنوات. وأعلن الرئيس السودانى عمر البشير أمام الآلاف من أنصاره أن قواته هزمت جيش جنوب السودان، قائلاً أمام مقر رئاسة أركان الجيش: «هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهى». وأضاف «البشير» الذى كان يرتدى البزة العسكرية: «ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة»، مؤكداً أن «الزحف لن يقف والحرب بدأت»، فى إشارة لمواصلة القتال ضد حكومة الجنوب بعد استعادة «هجليج».

وفى لهجة تصعيدية، تعهد «البشير» بعدم السماح بمرور نفط جنوب السودان عبر خطوط ومنشآت السودان مستقبلاً «حتى ولو دفع نصف قيمته للسودان»، وأضاف: «لا نريد الرسوم من بترول الجنوب ولن يمر فى أراضينا الطاهرة، حتى لا يذهب دولار واحد إلى هؤلاء المجرمين». وتحدى «البشير» رئيس الجنوب سلفا كير ميارديت فى إعادة قواته احتلال أى بقعة سودانية، موجهاً أوامره بـ«تحرير» كل المواقع التى تحتلها القوات الجنوبية فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق.

من جهته، اعتبر مندوب السودان فى الأمم المتحدة «دفع الله الحاج» أن قادة جنوب السودان يتصرفون «بعقلية رجال العصابات»، داعياً جوبا إلى التفاوض للتوصل لتسوية سلمية، فيما اعتبرت سناء حمد، وزيرة الإعلام السودانية بالإنابة، إعلان حكومة جنوب السودان انسحابها طوعاً من «هجليج» إنما هو «لحفظ ماء الوجه». وأكدت أن السودان لن يتخلى عن حقه فى التعويض عن خسائره فى مناطق النفط بالمنطقة النفطية.

على الجانب الآخر، أكد جيش جنوب السودان أن قواته لاتزال فى «هجليج» ولن تغادرها إلا بشروط حددتها جوبا، وأبرزها وقف الغارات السودانية. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبى الكولونيل فيليب أجوير: «رجالنا لايزالون داخل هجليج» والجيش الجنوبى «لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة». واعتبر أن الخرطوم استغلت قرار رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بسحب قوات الجيش الشعبى من هجليج لتحوله إلى «نصر ودعاية»، بينما أكد وزير الإعلام الجنوبى برنابا بنجامين أن قوات بلاده تواصل انسحابها الطوعى تلبية للمطالب الدولية، بينما دعا وزير النفط والتعدين الجنوبى ستيفن ديو داو لصحيفة الشرق الأوسط - الأمم المتحدة إلى نشر مراقبين فى المنطقة الحدودية، وأضاف: «إذا فشلنا فى المفاوضات فسنتوجه إلى التحكيم الدولى» لحل النزاع.

وكان سلفا كير أعلن فى وقت سابق، الجمعه، الانسحاب الفورى لقواته من هجليج، مضيفاً أن هذا التراجع سيتم خلال 3 أيام. وأكد، مع ذلك، أنه لايزال يعتبر «هجليج» جزءاً لا يتجزأ من أراضى جنوب السودان، موضحاًَ أنه يقوم بهذا الانسحاب بسبب الضغوط الدولية المتكررة، وكذلك لإشاعة «أجواء تسهم فى استئناف الحوار مع السودان».

وتبادل الجانبان الاتهامات بإحراق المنشآت النفطية فى «هجليج»، فبينما قال وزير الدفاع السودانى عبدالرحيم حسين إن «الحركة الشعبية» أشعلت حرائق بالمنطقة، وإن الفنيين من وزارة النفط السودانية يحاولون إخماد النيران وحصر الخسائر، قال متحدث باسم الجيش الجنوبى إن القصف الجوى السودانى أدى إلى اشتعال النيران فى منشأة المعالجة المركزية فى هجليج.

وطرح السودان،الجمعه، شروطاً لـ«تطبيع» العلاقات مع جنوب السودان بعد استعادة السيطرة على «هجليج»، حيث طالب بيان لوزارة الخارجية السودانية بأن «تعترف» سلطات الجنوب بالاتفاقات الموقعة سابقاً، وبينها ميثاق عدم اعتداء، كما طالبت بأن تعترف السلطات الجنوبية بالحدود التى كانت موجودة قبل استقلال السودان عن بريطانيا ومصر فى يناير 1956، وإنهاء «كل الاعتداءات» على أراضيها، ووقف دعم المتمردين الذين يقاتلون الدولة السودانية.

من ناحيته، دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما،الجمعه، إلى وقف القتال بين الدولتين المتنازعتين، وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتيهما لحل الأزمة.