«البشير» وأنصاره يحتفلون بعودة «هجليج» المتنازع عليها بعد معارك مع الجنوب

كتب: أ.ف.ب السبت 21-04-2012 09:38

احتفل السودان، مساء الجمعة، باستعادته «بالقوة» منطقة هجليج المتنازع عليها، والتي أكدت دولة الجنوب أن قواتها ما زالت فيها، بعد حديثها عن انسحاب طوعي وتدريجي تحت ضغط دولي، إذ تدفق آلاف السودانيين إلى مقر رئاسة أركان الجيش بينما أطلقت أبواق السيارات في العاصمة السودانية.


وسار العشرات في الشوارع، بينما استقل آخرون سيارات جابت شوارع العاصمة، وهم يطلقون أبواقها في واحدة من أكبر تظاهرات الفرح في الخرطوم منذ سنوات.


وقال الرئيس السوداني عمر البشير، أمام آلاف من أنصاره: «هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال»، مؤكدا أن «الزحف لن يقف والحرب بدأت ولن تنتهي». وأضاف الرئيس السوداني الذي كان يرتدي البزة العسكرية لأنصاره أمام مقر رئاسة أركان الجيش: «ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة».


وهتف الحشد وهو يلوح بأعلام سودانية «الله أكبر» و«شعب واحد جيش واحد»، داعيا الجيش إلى التوجه إلى جوبا عاصمة جنوب السودان.


كان البشير قد هدد، الخميس، بتلقين حكومة جنوب السودان درسا «بالقوة» بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، مشككا في احتمال إصدار الأمم المتحدة عقوبات ضد دولة جنوب السودان.


وقال البشير لتجمع من مقاتلي الدفاع الشعبي في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان إن «مجلس الأمن لن يعاقبهم وأمريكا لن تعاقبهم». وأضاف أمام هؤلاء المتطوعين الذين قاتلوا مع الجيش السوداني أثناء الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه من 1983 وحتى 2005، أن حكومة جنوب السودان «لا تفهم، هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد أن يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة».


وأضاف أن «هجليج ليست النهاية بل البداية»، في إشارة لمواصلة القتال ضد حكومة جنوب السودان بعد استعادة منطقة هجليج منها.


وفي نيويورك، قال مندوب السودان في الأمم المتحدة الجمعة إن قادة جنوب السودان يتصرفون «بعقلية رجال العصابات». وصرح دفع الله الحاج علي عثمان: «لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في أن يكونوا قد تعلموا الدرس وأن لا يكرروا مثل هذا الاعتداء».


لكن جيش جنوب السودان أكد مساء الجمعة، أن قواته لا تزال في منطقة هجليج ولن تغادرها إلا بشروط حددتها جوبا، أبرزها وقف الغارات السودانية، وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي الكولونيل فيليب أغوير إن «رجالنا لا يزالون داخل هجليج» والجيش السوداني الجنوبي «لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة».


كان رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، قد أعلن في وقت سابق الجمعة، الانسحاب الفوري لقواته من هجليج، مضيفا أن هذا التراجع سيحصل في الأيام الثلاثة المقبلة، ولم يشر سيلفا كير إلى الهجوم المضاد الذي أعلن عنه الجيش السوداني على هذه المدينة الاستراتيجية التي تؤمن نصف الإنتاج النفطي للشمال.


وأكد مع ذلك أنه لا يزال يعتبر هجليج جزءا لا يتجزأ من أراضي جنوب السودان لكنه يقوم بهذا الانسحاب بسبب الضغوط المتكررة التي مارستها الأسرة الدولية.


وتحدث شهود عيان في بنتيو في جنوب السودان عن معارك جرت صباح الجمعة في هجليج، موضحين أن العديد من جنود جنوب السودان عادوا جرحى من الجبهة.


وقد دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما.