من «التحرير» إلى «العسكرى»: الثورة لا ترجع إلى الخلف

كتب: اخبار الجمعة 20-04-2012 19:09

استعادت ميادين مصرالجمعه ، زخم ثورة 25 يناير، واكتظت بمئات الآلاف من الثوار الذين توحدوا فى مليونية «إنقاذ الثورة وتقرير المصير» التى دعت إليها أكثر من 50 حركة وحزباً وتياراً سياسياً، للتنديد بحكم العسكر، والالتزام بتسليم السلطة فى 30 يونيو المقبل، ومنع «فلول» النظام السابق من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتعديل المادة 28 التى تعطى حصانة للجنة العليا للرئاسة من الطعن على قراراتها.وكما كان ميدان التحرير فى قلب القاهرة، عنوانا للثورة التى أزاحت حسنى مبارك الرئيس السابق قبل أكثر من عام، تحول الميدان الجمعه إلى «درة التاج الثورى» باحتضانه مليونية ضمت جميع التيارات الإسلامية والليبرالية والوطنية، وتوزعت بين أركانه 8 منصات: 3 للإسلاميين و3 للقوى الليبرالية والوطنية، واثنتان لحزب العمل الجديد وموظفى الضرائب، هتفت جميعا بشعارات مناهضة للحكم العسكرى وتفعيل قانون العزل السياسى لمنع الفلول من العودة مجدداً، وإلغاء المادة 28.

وطالب الشيخ صفوت حجازى، الداعية الإسلامى، خلال كلمته من فوق منصة «الإخوان» جميع القوى الوطنية بالاجتماع من أجل «تشكيل حكومة ائتلافية تسقط حكم العسكر، ويكون لها السلطات والصلاحيات الكاملة الخاصة برئيس الجمهورية»، أما المستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة، فاعتلى منصة «القوى الثورية» ليلقى بيانا يعبر عن مطالبها، وكان منها «الالتزام بالجدول الزمنى لنقل السلطة التنفيذية إلى رئيس مدنى منتخب فى موعد أقصاه 30 يونيو، ومنع جميع رموز النظام السابق (الفلول) من الترشح لرئاسة الجمهورية، والالتزام بسيناريو الرئيس ثم الدستور، مع رفض وضع دستور تحت حكم العسكر بأى حال من الأحوال».

وبينما كان «التحرير» يشتعل بالحماس والهتاف الذى لم يتوقف، وكذلك بعض المناوشات والاحتكاكات والمشادات بين المشاركين جراء تضارب بعض الشعارات، نظمت القوى السياسية 10 مسيرات، ضمت عشرات الآلاف من المتظاهرين، انطلقت من مساجد وميادين رئيسية فى القاهرة والجيزة إلى ميدان التحرير، وذلك بعد أن أجمع خطباء الجمعة، على ضرورة لم الشمل وتوحيد الصف الوطنى، لتحقيق أهداف الثورة، والعبور بمصر إلى «بر الأمان»، وضرورة تسليم السلطة، وإجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها المحدد سلفًا، فيما حذر الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم ، خطيب الجمعة فى ميدان التحرير، من عودة النظام السابق، قائلاً: «لو عاد من كانوا يحكموننا قبل الثورة، فلن يرحموا هذا الشعب، وسيعلقون الثوار فى ميدان التحرير»، وأن مصلحة مصر أن نبقى جميعًا صفًا واحدًا. وأثناء الخطبة هتف «شاهين» بالعديد من الشعارات ورددها خلفه مئات الآلاف من المتظاهرين، من بينها «الله أكبر الله أكبر.. لا دستور تحت حكم العسكر»، «الله أكبر الله أكبر.. تحيا مصر»، و«إيد واحدة».

ولم يكن الحال فى ميادين المحافظات بعيدا عن أجواء «التحرير»، حيث شارك عشرات الآلاف فى مظاهرات كان أبرزها فى الإسكندرية والمنصورة والبحيرة وكفرالشيخ ودمياط،للمطالبة بإلغاء المادة 28 من قانون الانتخابات الرئاسية وتفعيل قانون العزل السياسى وتغيير أعضاء لجنة الانتخابات الرئاسية وإسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة من الأغلبية البرلمانية. وفيما رفعت وزارة الداخلية الطوارئ فى وسط القاهرة تحسباً لأى تطورات خلال التظاهرات فى «التحرير»، رغم تأكيدها أن الميدان متروك للثوار، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها الاعتصام فى الميدان، الذى استغله أنصار المرشحين للرئاسة فى الترويج لحملاتهم الانتخابية.