انطلقت مسيرة من مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية عقب صلاة الجمعة، تضم حوالى 30 ألف مواطن يمثلون أكثر من 36 حركة وحزباً سياسياً، متوجهة إلى المنطقة الشمالية العسكرية بسيدى جابر، استجابة للدعوة، التي أطلقتها القوى السياسية باسم «مليونية تقرير المصير».
وسلكت المسيرة شارع بور سعيد، وامتدت لحوالى 2 كيلو متر، لتعيد إلى الأذهان المسيرات التي شهدتها الاسكندرية خلال ثورة 25 يناير.
وطالب المشاركون في المسيرة بتنحي العسكر عن السلطة، وإلغاء المادة 28 من قانون الانتخابات الرئاسية، وتفعيل قانون العزل السياسي، وتغيير أعضاء لجنة الانتخابات الرئاسية، وإسقاط الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة من الأغلبية البرلمانية.
وردد المشاركون عدة هتافات، من بينها: «يسقط يسقط حكم العسكر»، «كلنا مع بعض إيد واحدة»، و«حافضل أهتف حافضل أقول يسقط يسقط الفلول».
ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «لا دستور تحت حكم العسكر»، «لن نركع»، «الثوار يموتون وقامتهم مرفوعة» و«لا لعودة الفلول لحكم مصر».
وحمل بعض المتظاهرين صورة كبيرة للشيخ عمر عبد الرحمن، المسجون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1993، كتبوا تحتها «انصروا أسير مصر في أمريكا».
ونصب البعض عدداً من الدمى على المشانق، تمثل الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال وحبيب العادلى وصفوت الشريف، وبعض رموز النظام السابق.
وسيطر على المسيرة عدد من القوى السياسية، في مقدمتها حركة 6 أبريل، وحزب الكرامة، وحزب الوسط، وائتلاف شباب الثورة، وحملات دعم مرشحي الرئاسة، بينما وضح قلة عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين في المشاركة.
وحذر الشيخ أحمد المحلاوي، خطيب مسجد القائد إبراهيم، من المخططين لإجهاض الثورة، وقال إن مظاهرات اليوم هى إثبات وجود فقط، «لنقول نحن هنا، لكى نحذر من يفكرون في هدم هذا الصرح، الذي بنته مصر بعرقها، بالتفكير في حل مجلسي الشعب والشورى، لنعود كما كنا ضاربين عرض الحائط بما انفقه الشعب من مال يقدر بالمليارات على الانتخابات، والوقت الذى قضى فيها».
وأضاف «المحلاوي» أن «هذه الوقفة في مواجهة من يفكر في أن يهدر الدم الغالي الذي أريق من الشهداء واالمصابين، وحتى يعلم الناس أن الشعب قد صحى، ولن ينام، وأن الشهداء ليسوا مجموعة مواشي نفقوا بالحمى القلاعية، وليسوا عبيدا للمخلوع أو وزير الداخلية». وتابع: «عدنا يدا واحدة مرة ثانية، والذين يريدون ضياع دماء الشهداء واضحون».
ووصف محاولة اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، الترشح للرئاسة بقوله بأنها «مسرحية مفضوحة»، مشدداً على أن «هناك من يخطط كي تظهر الثورة بصورة شائنة، وأن تكون هناك اعتصامات واضرابات وإصابات وهدم للمنشآت، لكى يسأم الناس تلك المظاهرات، ويحنون إلى عهد المخلوع، وأرجو ألا تكون هناك مصادمات، وعلى الذين يقودونها أن يكونوا حكماء، وألا يسمحوا للمندسين بالوقيعة».