باشرت نيابة السيدة زينب تحقيقاتها في اتهام عاطل، وخريج سياحة وفنادق، بالاتجار في دماء أطفال الشوارع وبيعها لأحد المستشفيات في محافظة الغربية، وتبين أن المتهمين يصطحبان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عامًا من مناطق تجمعهم في الميادين وأسفل الكباري، ويعطياهم وجبه غذائية و10 جنيهات مقابل دمائهم.
وقررت النيابة برئاسة أحمد الأبرق، حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات ووجهت لهما عدة اتهامات، هي: استغلال الأحداث والاتجار في البشر ومزاولة مهنة دون ترخيص وتلويث البيئة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وتحديد هوية الشخص الذي يحصل منهما على الدماء والمستشفى وكيفية ترويجه أكياس الدم، وسرعة ضبطه وإحضاره.
وتبين من التحقيقات أن المتهمين اعتادا اصطحاب أطفال الشوارع إلى شقة أحدهما في منطقة «المنيرة»، وسحب الدماء منهم، ليعيدا بيعها مقابل 85 جنيهًا للكيس الواحد، بعد إيهامهم بأن صاحب الشقة خبير تحاليل.
وانتقلت النيابة بإشراف المستشار طارق أبو زيد، المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، لمعاينة مكان الواقعة، وتبين أنها شقة في الطابق الثالث بأحد العقارات بـ«عطفة المهدي» في المنيرة، مكونة من 3 حجرات وصالة ودورة مياة ومطبخ.
وعثر في إحدى الحجرات على 6 أكياس دم معدة للبيع و30 كيسًا فارغًا مجهزة للتعبئة، و27 كيسًا بها مشابك خاصة بغلق أكياس الدم، بإجمالي 648 مشبكًا، و5 زجاجات لمحاليل خاصة بتحديد فصيلة الدم، وكمية من الأدوات مختلفة الأنواع، وكمية من القطن والشاش واللواصق الطبية، و«سرنجات» لسحب الدم، ومبلغ 8 آلاف جنيه.
وعثرت النيابة على كميات كبيرة من الأدوية المخدرة المدرجة في جدول المخدرات، بينها «الترامادول»، بالإضافة إلى أجندة مدون بها أسماء الأطفال الذين تم سحب عينات دماء منهم وأعمارهم ، وبلغ عددهم ما يقرب من 40 طفلًا.
وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الأطفال، واستدعائهم بالإضافة إلى تحليل أكياس الدماء التي عُثر عليها، لمعرفة عما إذا كانت ملوثة وأن أصحابها يتناولون المواد المخدرة من عدمه.
وأفادت تحريات المباحث التي أرفقتها النيابة في محضر التحقيقات قيام المتهمان بتجميع الأطفال من مناطق تجمعهم بإمبابة والسيدة زينب ومن أسفل الكبارى والميادين واصطحابهم إلى مكان الحادث لسحب كميات من دمائهم مقابل وجبة طعام ومبلغ مالي 10 جنيهات.
تبين من التحقيقات أن أحد المتهمين مستأجر للشقة إيجار قديم، وأوهم سكان المنطقة أنها معمل للتحاليل يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف الأعمار.
واستمعت النيابة إلى شهود من سكان المنطقة أكدوا في التحقيقات أن هناك أعدادًا كبيرة من الأطفال من أعمار متفاوته يترددون يوميًا على المكان ويجلسون فيه لفترات تتراوح بين ساعة ونصف ساعة.
وواجهت النيابة المتهمين بالاتهامات المنسوبة إليهما، وأنكراها تمامًا ولم يعللا سبب وجود كميات الدماء والأكياس داخل شقة أحدهما.