انتقد المفكر العربي عزمى بشارة، المفكر والمحلل السياسي، الخميس، زيارة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، للقدس، يوم الأربعاء، وقال إنها غير مجدية في دعم صمود الفلسطينيين بل تدعم شرعية «الاحتلال الإسرائيلي».
واعتبر بشارة أن زيارة المفتي للقدس أمر «سلبي للغاية»، لكنه رفض «التخوين»، مضيفا: «هناك آراء واجتهادات في الموضوع، لكن الدول العربية يجب أن توقف هذا الأمر».
وقال بشارة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن «هذه الزيارات تكسر الحاجز النفسي المهم في زيارة إسرائيل، فهي تفتح الباب لزيارات تضامنية كما يبدو لأول وهلة، ولكنها تفتح الباب أيضا لمن شاء أن يزور إسرائيل لأسبابه وأن يعرج في طريقه على الأقصى فتتحول زيارته إلى نضالية»
وتابع: «من الذي سيميز بينهما واضعًا الحد الفاصل؟ ومن سيزايد ويجازف بتحمل تهمة المزايدة؟ ومن الذي سوف يمنح شهادات وطنية كما سوف يتساءل هؤلاء؟»، مؤكدا «من هنا فإقفال الباب لغير الفلسطينيين أفضل».
وتابع «بشارة» انتقاداته لزيارة «جمعة» بالقول: «إذا كانت هذه استراتيجية فهي استراتيجية تتحكم بها إسرائيل بشكل كامل، فهي تسمح بها وهي تمنعها متى شاءت».
واستشهد في ذلك بموقفها من مؤيدي الفلسطينيين، قائلا :«وقد منعت إسرائيل أخيرًا زيارة المتضامنين الأجانب، رغم أنهم من دول صديقة لإسرائيل، وحيث لا شبهة تطبيع، وأعادتهم من المطار، فلماذا تسمح بزيارة المتضامنين العرب؟».
واستطرد: «سوف تسمح بزيارة المسؤولين العرب فقط لأنها تفيد في منح الشرعية للسيادة الإسرائيلية، وسوف تمنع أي تدفق جماهيري نضالي». وأضاف: «فماذا يبقى من هذا كله؟ يبقى التطبيع».
واختتم قائلا: «هذه دولة تمنع أهالي الضفة الغربية من زيارة القدس، بل تمنع أهل القدس من زيارتها بعد أن تسحب هوياتهم، ولكنها تسمح بزيارة عرب من الخارج للقدس»، منهيا حديثه بالتعليق: «ولكن نسينا في خضم التفاصيل أين موقع الصمود في الموضوع هذا كله؟».