اعتبر خبراء سياسيون أن الدعوات بالعودة إلى الميدان تعبر عن انتهازية سياسية من جانب تيارات الإسلام السياسى.
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «هذه ليست المرة الأولى التى تلجأ فيها للميدان، بل هناك سابقة لها فى هذا الأمر وتحديدا فى 18 نوفمبر عندما نزلت فى مليونية لمطالبة العسكرى بتسليم السلطة ورفض وثيقة السلمى».
وأضاف ربيع: «لكن فى رأيى أن مثل هذه الدعوات تدل على حالة من الانتهازية السياسية، خاصة أن تلك التيارات نفسها هى التى كانت تدين القوى السياسية التى تدعو للنزول إلى الميدان اعتراضا على أى قوانين سالبة للحريات يصدرها المجلس العسكرى».
وتابع: «بل صل الأمر بالإخوان إلى وصف تلك التجمعات بأنها تعطل مصالح البلد لأغراض خاصة».
وأكد «ربيع» أن هذه التصرفات إنما تدل على ارتباط هذا التيار بشكل أو بآخر بمصالحه الخاصه واحتياجاته بغض النظر عن المصلحة العامة للبلد.
واتفق معه الكاتب الصحفى صلاح عيسى قائلاً: «إن الدعوة لهذه المليونية تتم لأهداف حزبية وانتخابية وليست لمطالب وطنية عامة تهم جموع المصريين، وهذا خروج عن الفكرة الأساسية التى كانت القوى السياسية تدعو إلى نزول الميدان بسببها».
وأضاف «عيسى»: «رغم أن الدعوات لتلك المليونية بدأت من التيارات الليبرالية اعتراضاً على ترشح عمر سليمان وتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، فإن التيارات الدينية حولتها إلى مليونية اعتراض على استبعاد مرشحيها».
ونوه «عيسى»: بأن المشاركين فى مليونية الجمعة المقبل هم المتفقون على أهدافها فقط، وليس جميع القوى السياسية الفاعلة على الساحة المصرية. وأيده فى الرأى الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلاً: «الحركات السياسية عموما تتخذ المواقف التى تلائم مصالحها الخاصة، والتيارات الإسلامية تحديدا كانت فى السابق تؤيد المجلس العسكرى، وبالتالى كانت ترفض المشاركة فى الاحتجاجات الموسعة، للتعبير عن الغضب من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثلما جرى فى شارع محمد محمود وأمام مجلس الشعب».
وواصل السيد: «لم تكتف كل الحركات الإسلامية بالصمت أمام انتهاكات العسكرى، بل أدانت الدعوة للتظاهر فى أحيان كثيرة».
واستطرد: «لكن تلك التيارات نفسها هى التى تدعو للتظاهر الآن ضد المجلس العسكرى لاعتقاد الأولى أن الأخير يقف وراء قرارات استبعاد مرشحيها من الانتخابات».
وأشار السيد إلى أن الدعوة للتظاهر جاءت أساساً من القوى المدنية اعتراضا على تشكيل التأسيسية للدستور وترشح سليمان، لكن أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل يريدون تحويلها إلى تظاهرة لتأييده والتضييق على معارضيه.