طبقة «براز طيور» عمرها 48 عامًا تكشف عن أسباب اختفاء «طائر السمامة»

كتب: الألمانية د.ب.أ الأربعاء 18-04-2012 19:34

عثر العلماء في كميات متراكمة من «براز طائر السمامة»، على دلائل يرجح أنها وراء التراجع الذي سجلوه في أعداد هذا الطائر الأمريكي.


وحسبما ذكر  العلماء، في مجلة «بروسيدنجز ب» التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم، في بريطانيا، فإن الاستخدام الواسع لمبيد «دي دي تي» الحشري منذ أربعينيات القرن الماضي، أدى إلى خفض أعداد الكثير من فصائل الخنافس، والتي تعد مصدرًا رئيسيًا لغذاء طائر «السمامة» الذي اضطر للاعتماد على مصدر غذائي آخر أقل قيمة غذائية مما أضر بتطور هذا الطائر.


وسجل الباحثون منذ عقود تراجعًا، في أعداد الكثير من فصائل الطيور التي تتغذى على الحشرات في شمال شرق أمريكا الشمالية.


وقال جوزيف نوكيرا، وزملائه، من جامعة «ترينت» في «بيتربورو» الكندية، في دراسة سابقة، إن أسباب هذا التراجع غير واضحة تمامًا، غير أنهم رجحوا أن يكون السبب وراء ذلك، هو تغير مصدر الغذاء الرئيسي لهذه الطيور، وهو بالضبط ما تتبعه أصحاب هذه الدراسة، من خلال فحص سرب من طيور السمامة، يعيش في مدخنة مدفأة، مستعينين في ذلك بـ«أرشيف طبيعي» فريد، عبارة عن طبقة بارتفاع مترين من براز الطيور تراكمت عبر 48 عامًا في مدفأة خاصة بمبنى الجامعة الملكية في مدينة كينجستون الكندية.


وتوقفت المدفأة عن العمل عام 1928 لتتوافد عليه بعد ذلك آلاف من طيور السمامة يوميًا، وتساقط براز هذه الطيور على مدى عقود داخل المدخنة قبل أن تغلق فتحتها عام 1992.


وبدأ الباحثون الآن في تحليل هذا الركام من البراز سنتيمترًا تلو الآخر باحثين عن بقايا من غذاء هذه الطيور سواء كانت أجنحة خنافس أو قشورها الخارجية الصلبة أو حشرات أخرى على سبيل المثال.


كما حدد العلماء في جميع طبقات هذا الركام كمية مبيد «دي دي تي» وجميع آثارها وملحقاتها الناتجة عن عملية الأيض (تحويل الغذاء إلى طاقة) لدى هذه الطيور، وتبين للباحثين تبعا لذلك أن هذه التراكمات تعود للفترة بين عامي 1944 و1992.


وخلص العلماء من خلال هذا التحليل المركز، إلى أن الكميات التي كانت تلتهمها هذه الطيور من الخنافس تراجعت أواخر الأربعينيات من القرن الماضي مع تزايد نسبة تركيز المبيد الحشري واستعاضت عن هذه الخنافس بحشرات من رتبة نصفيات الجناح مثل القمل والبق وهي الحشرات التي يرى الباحثون أنها أقل تأثرا  بمبيد دي دي تي مقارنة بالخنافس، بل إن هناك أنواعا من هذه الحشرات يمكن أن تطور مناعة ضد هذا المبيد حسب العلماء.


ويرى العلماء أن لجوء الطيور إلى الاعتماد على حشرات أخرى غير حشراتها المفضلة، خفض كمية الطاقة التي كانت تحصل عليها الحشرات، نصفيات الجناح، حيث إن الخنافس تحتوي على نسبة أعلى من الكربوهيدرات.


وعندما تراجع استخدام مبيد «دي دي تي» عادت طيور «السمامة» لصيد الخنافس بشكل متزايد، إلى أن تزايد استخدام هذا المبيد مرة أخرى بشكل بسيط منذ سبعينيات القرن الماضي، لتتزايد معه نسبة آثار الحشرات من رتبة نصفيات الجناح في براز هذه الطيور.


ورصد الباحثون تراجعًا في أعداد طيور «السمامة» التي تعيش في المداخن منذ عام 1968 ورجحوا أن يكون ذلك بسبب نتيجة تراجع أعداد الخنافس في ذلك الوقت.