الخرطوم: الجيش السوداني على بُعد كيلومترات من «هجليج»

كتب: وكالات السبت 14-04-2012 09:31

 

أكدت الخرطوم أن «الجيش السوداني أصبح على بعد كيلومترات قليلة من منطقة هجليج النفطية»، التي احتلتها قوات جنوب السودان، الثلاثاء الماضي، رافضا عرض «جوبا» بسحب قواتها من «هجليج» حال نشرت الأمم المتحدة قوات محايدة فيها.

وقال وزير الإعلام، عبد الله مسار، إن قوات الجيش بينما كانت في طريقها إلى «هجليج»، الجمعة، «خاضت معارك مع جيش جنوب السودان، وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والمال، قبل أن يضطر للهروب تاركا وراءه الكثير من معداته»، على حد تأكيد الوزير.

وأضاف أن الجيش «يخطط لدخول هجليج من عدة جهات»، متوقعا أن ينتهي من تحرير المنطقة «خلال ساعات قليلة».

وردا على اقتراح «جوبا» بنشر قوات دولية بالمنطقة كشرط لسحب قواتها منها، قال إن «هجليج منطقة سودانية 100% ولا مجال أمام الخرطوم للتفاوض حولها»، مؤكدا أن «هجليج ليست من المناطق الأربع المتنازع عليها».

واستبعد «مسار» أن يلجأ جيش جنوب السودان لإلحاق أي أضرار بآبار النفط السودانية بالمنطقة «لأن جوبا تعرف أنه بإمكاننا الرد بقوة على مثل هذه الأفعال».

وحول «استخفاف» جوبا بقدرة الجيش السوداني على تحرير «هجليج»، قال الوزير إن «جوبا تعلم أن الجيش السوداني سيطر بالكامل ووجّه ضربات موجعة لقواتها بالمناطق المتنازع عليها بينهما»، مضيفا أن الخرطوم «لن تسمح لأي كان بالاعتداء على شبر من الأراضي السودانية، كما أنها لن تعتدي على شبر من أراضي الآخرين».

كانت جوبا قد أعلنت، الجمعة، على لسان رئيس فريقها للمحادثات التي تستهدف حل النزاع مع السودان باقان أموم، استعدادها للانسحاب من هجليج بموجب خطة يتم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة.

وأضاف «أموم» للصحفيين بالعاصمة الكينية، نيروبي: «بالأساس نحن مستعدون للانسحاب من هجليج كمنطقة متنازع عليها بشرط أن تنشر الأمم المتحدة قوة تابعة لها في هذه المناطق المتنازع عليها وأن تنشئ الأمم المتحدة أيضًا آلية مراقبة لتنفيذ اتفاق وقف العمليات العسكرية».

كان الرئيس السوداني عمر البشير قد قال في وقت سابق إن بلاده «قادرة على حسم أي اعتداء عليها»، متهما دولة جنوب السودان بـ«تنفيذ مخطط خارجي لصالح جهات كانت تدعمها أثناء الحرب الأهلية».

وأوضح: «الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان أو السودان، وللأسف فإن إخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان».

بالمقابل هدَّد رئيس جنوب السودان سلفاكير بأن قواته «ستتقدم إلى منطقة أبيي إذا لم تخرج منها القوات السودانية».

أمميا، طالب مجلس الأمن البلدين بوقف الاشتباكات، قائلا إنها «تنذر بتجدد الحرب»، داعيا في بيان خاص «للإنهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكل أشكال القتال وانسحاب جيش جنوب السودان من هجليج وإنهاء القصف الجوي من جانب الجيش السوداني ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان وإنهاء دعم كل جانب للحرب بالوكالة في أراضي الدولة الأخرى».

وقد شهدت مناطق عدة في جنوب السودان، الجمعة، مسيرات تأييد للحكومة لقرارها بعدم الانسحاب من منطقة «هجليج».

ورفع المتظاهرون لافتات «الشعب يريد الجيش في هجليج، وإنهم يقصفون الأطفال والنساء».

وسلم المشاركون بمسيرة نظمت في جوبا مذكرة احتجاجية لممثل الأمين العام الأممي بجنوب السودان تطالب باعتذار الأمين العام لما بدر منه من اتهام الجيش الشعبي باحتلال هجليج، وفق تعبيرهم.