حسين فهمى: سأتظاهر مع الناس ضد «العسكرى» إذا لم يسلم السلطة في 30 يونيو

كتب: محسن حسني الثلاثاء 10-04-2012 11:58

أكد حسين فهمى أنه يرفض محاولات بعض التيارات تحويل مصر إلى دولة دينية لأن مصر بها أقباطاً ينتمون لكنائس ومذاهب مختلفة، ولا ينبغى إقحام الدين فى السياسة، وقال حسين فهمى لـ«المصرى اليوم»: إنه لم يحدد بعد اسم المرشح الرئاسى الذى سيختاره لأنه لا يوجد مرشح لديه خطة تفصيلية للنهوض بالتعليم أو بالصحة أو بما يتعلق بالتعامل مع ملف الأقليات أو ملف المرأة، موضحاً أن جميع المرشحين يرددون عناوين رنانة دون تفاصيل، مشيراً إلى أن التزاحم على موسم رمضان يعد أمراً غير مبرر، واقترح عمل مواسم أخرى للعرض.

 

كيف ترى المنافسة الدرامية هذا العام فى ظل وجود عدد من كبار النجوم؟

- المنافسة ستكون على أشدها بسبب وجود عدد كبير من النجوم، لكن المشكلة أن ظروف السوق ليست ملائمة لهذا السباق، فالموسم غريب، وبه عدد كبير من البرامج الجديدة يتخطى عددها- حسب معلوماتى- 60 برنامجا، بالإضافة إلى برامج التوك شو والتى ستجذب المشاهدين أكثر من الدراما التليفزيونية بسبب سخونة الأحداث السياسية، التى بدأت من الآن، فهناك مجلس شعب تلاحقه علامات استفهام وهناك مطالب بحله، وهناك لغط فى سباق الرئاسة وحروب بين الفصائل السياسية على مختلف انتماءاتها، وفى ظل كل هذا الزحام لا أعتقد أن السباق الدرامى سيكون موفقا، لذا أقترح عمل موسم ثان لعرض الدراما.

 

لكن هذا الاقتراح يتردد منذ فترة ولم يتم تنفيذه حتى الآن؟

- هذا صحيح، لكن يجب أن نضع حلا لهذه المعضلة، لأن عرض كل هذا الكم خلال موسم واحد يظلم أعمالاً كثيرة، كما يظلم عدداً كبيراً من نجوم الصفين الثانى والثالث، لأن الاضواء تتسلط فقط على كبار النجوم بينما هناك شباب يبذلون مجهوداً كبيراً دون أن يشعر بهم أحد.

 

ولماذا اخترت «حافة الغضب» على وجه التحديد لتقدمه هذا العام؟

- اخترت هذا العمل من بين عدة أعمال عرضت على، لكن وجدت أن «حافة الغضب» مختلف عن الأعمال التى قدمتها من قبل، فالأحداث تدور فى إطار اجتماعى رومانسى حول طبيب أمراض نساء وولادة يدعى «محب» يعيش وحيداً، ولم يتزوج من قبل، لكنه يعطف على الجميع، وتقابله طبيبة كل ما يهمها جمع المال وتحاول الاقتراب منه لكنه يلفظها، والدور به ملامح كوميدية. كما أن هناك خطاً درامياً بوليسياً له حبكة ولغز يتم الكشف عنه فى النهاية، كما أن هذا العمل هو أول مسلسل غير صعيدى يقدمه المخرج حسنى صالح الذى يعجبنى شغله وتمنيت العمل معه وأتمنى أن ينال مسلسلنا إعجاب المشاهدين، كما أتمنى ألا يعرض هذا العمل خلال رمضان.

 

لديكم مشاهد خارجية كثيرة فى القاهرة والإسماعيلية.. فهل تواجهكم مشكلات أثناء التصوير الخارجى بسبب الانفلات الأمنى؟

- الحقيقة لم تواجهنا مشكلات بسبب الانفلات الأمنى رغم أن هذا حدث مع زملاء يصورون أعمالاً أخرى، ربما يكون هذا مؤشراً على عودة الاستقرار بالتدريج.

 

كيف ترى شكوى العديد من جهات الإنتاج من ارتفاع التكاليف.. ومطالبتهم للنجوم بضرورة تخفيض أجورهم؟

- أوافقهم بعد الثورة تحديداً لأن الأجور أصبحت خرافية، لذا أنصح زملائى بتخفيض أجورهم ولو بشكل مؤقت خلال السنوات الثلاث المقبلة ثم تعود كما هى بعد ذلك، وقد بدأت بنفسى وخفضت أجرى للنصف منذ العام الماضى فى مسلسل «تلك الليلة» مع شركة صوت القاهرة، بعد أن اتصل بى اللواء طارق المهدى- رئيس الاتحاد وقتها، وطلب منى تحديد الأجر الذى أريده فخفضت أجرى للنصف حتى تدور عجلة الإنتاج لأن هناك مئات الأسر تعيش على هذا العمل، وهناك شركات عديدة أغلقت بعد الثورة بسبب عدم الاستقرار والاعتصامات والإضرابات المتتالية، لكن عموما أنا متفائل لأن هناك مثلاً حكيماً يقول «بعد المعارك يبقى التراب، ثم يزول هذا التراب وتتضح الرؤية»، ونحن الآن فى مرحلة التراب بعدها ستتحقق ديمقراطية حقيقية وتداول سلطة حقيقى.

 

بصراحة هل تؤيد فكرة البعض بانتخاب رئيس عسكرى؟

- أنا ضد حكم العسكر على طول الخط، والمجلس العسكرى وعد بتسليم السلطة بنهاية يونيو وسيفعل، وإن لم يفعل سنخرج جميعا فى مظاهرة ضده وأعتقد أن المجلس العسكرى سيلتزم بكلمته، لأنه يعرف شرف الكلمة، وليس مثل الإخوان مثلا، الذى وعدوا بعدم الترشح للرئاسة ثم سحبوا كلمتهم وترشحوا.

 

وما رأيك فى أداء المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية؟

- هناك أخطاء حدثت بلا شك، لكن لا ننكر أنه حمى البلد من مؤامرات داخلية وخارجية عديدة، مصر فعلا مستهدفة بسبب موقعها الاستراتيجى فى الشرق الأوسط، وساذج من يظن أن كل ما حدث كان تداعيات للثورة النقية، هناك ثورة صناعة مصرية 100%، وإلى جانبها هناك مؤامرات تم إحباطها وهناك خريطة لتقسيم مصر الى أربع دويلات هى النوبة وسيناء والدلتا ودولة الوسط، هذه الخريطة رسمها اليهودى برنار ليفى، وما يحدث حول مصر الآن يستهدف مصر، الناتو الآن فى ليبيا، وإسرائيل فوق سيناء ودول الخليج بها قواعد أمريكية، لكن كل هذا ستتجاوزه مصر وستخرج من تلك المرحلة بسلام إذا كان لدينا وعى حقيقى بالمتغيرات الداخلية والخارجية.

 

لكن هناك مطالب شعبية، والبعض يضغط أحيانا بورقة العصيان المدنى من أجل تحقيقها، فهل أنت مع هذا؟

- مطلقا، أنا ضده على طول الخط، المطالب الشعبية نرفع لها القبعة حين نطلبها وفق قنوات شرعية، لكن العصيان المدنى لا يحدث إلا ضد المحتل من أجل طرده، والشعب المصرى ذكى بالفطرة وعنده بصيرة وسعة أفق. لذا أحبط مخططات العصيان المدنى، لأنها لو نجحت لتحولت مصر إلى صومال جديدة.

 

البعض يخشى صعود التيارات الدينية فهل يقلقك-كفنان- هذا الصعود؟

- لا بالعكس، صعودهم يسعدنى لأنهم سينكشفون أمام الرأى العام، سيختارهم الناس، ثم يدركون بعد ذلك أن اختيارهم خطأ فلا يختارونهم بعد ذلك، وهذا يتحقق حاليا وكلنا يشعر بذلك.

 

لكن البعض يرى أن تراجعا ملحوظا قد ينال من الفن تحديدا خلال الأيام المقبلة بسبب تشديد الرقابة الدينية؟

- نحن كفنانين مصريين لا نقبل بأى رقيب سوى ذاتنا داخل كل مبدع رقيب ذاتى ولا يحتاج لرقابة دينية ولن نسمح بذلك، الرقيب الوحيد هو ضمير الفنان وإيمانه بقضايا وطنه واحترامه لثوابته، ولست قلقا من هذا الموضوع مطلقا.

 

أى المرشحين الرئاسيين ستختار؟

- حتى الآن لم أحدد اسماً محدداً، لأننى لم أر برنامجاً انتخابياً واحداً حتى الآن، ولا يوجد مرشح لديه خطة تفصيلية للنهوض بالتعليم مثلا أو بالصحة أو فيما يتعلق بالتعامل مع ملف الأقليات أو ملف المرأة، جميعهم يردد عناوين رنانة دون تفاصيل، وهذه كارثة، لن أختار إلا المرشح الذى يعجبنى برنامجه، ومن سنختاره سنحاسبه على برنامجه الذى وعد الناس به، المسألة ليست تشريفاً بقدر ما هى تكليف.

 

فضلا عن البرامج الانتخابية للمرشحين، هل لديك ميل للون سياسى بعينه؟

- أنا ليبرالى أؤمن بمدنية الدولة وغير مقتنع تماما بأن تكون مصر دولة دينية، لأن مصر بها أقباط ينتمون لكنائس ومذاهب مختلفة، والدين علاقة فردية بين العبد وربه لا يجب التدخل فيها، ولا ينبغى إقحام الدين فى السياسة.