سياسيون يحذرون من «خطة تجويع» لإجبار المصريين على انتخاب عمر سليمان

كتب: يوسف العومي الثلاثاء 10-04-2012 14:34

قال عدد من السياسيين والخبراء إن الحكومة بالتعاون مع المجلس العسكري «ستزيد الأزمات التي يعاني منها الشعب خلال الفترة المقبلة»، و«ستفتعل أزمات في الطاقة والأمن، لإجبار الفئات الفقيرة على اختيار اللواء عمر سليمان رئيسا للجمهورية، باللعب على وتر أنه الرجل القوي صاحب الخبرة في إدارة شؤون البلاد».

وقال نبيل عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «عمر سليمان يملك العديد من أوراق القوة، ولا ينبغي الاستهانة به من أي طرف، لأنه يعبر وفقا للمصطلحات السياسية التركية عن الدولة العريقة، التي تمتلك أجهزة استخبارات قوية وأجهزة أمنية ومؤسسة عسكرية، تعطيه شبكة علاقات كبيرة داخل أجهزة الدولة رغم اختراقها من الإخوان والسلفيين خلال العشرين عاما الماضية».

وتابع: «مصدر القوة الثاني الذي يعتمد عليه سليمان هو حالة الخوف التي خلقها الإخوان والسلفيون لدى الكتلة الوسطى والطبقات التي تعيش في مدارات الفقر، وهؤلاء يريدون بيئة آمنة، أما النقطة الثالثة فهي أن بعض أطراف السلطة في البلاد استطاعت بشكل ممنهج أن تجعل كتلا من الشعب لا تتعاطف مع الحياة الثورية، وبعضهم أصبح يكفر بالثوار من خلال تخوينهم والقول بعمالتهم للخارج».

وأضاف أن هذه الكتل «ستجد في عمر سليمان ضالتها»، كما «سيلقى أيضا دعما كبيرا من غالبية رجال الأعمال والقطاعات الاقتصادية التي نمت وازدهرت في عهد النظام القديم والذي كان سليمان جزءا منه وتخشى على مكتسباتها إذا ما صعد الإخوان أو السلفيون لسدة الحكم».

وشدد على أن «سليمان سيلقى دعما دوليا كبيرا، خاصة من الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج والدول الغربية وإسرائيل، مستفيدا من العلاقات التي كونها أثناء فترة عمله كمدير للمخابرات، والتي ستجعل منه منافسا قويا للإخوان، إضافة إلى أنه يمتلك قدرات معلوماتية هائلة عن المرشحين الآخرين قد تستخدم علنيا أو شكليا ضد منافسيه في حالة الدفاع أو الهجوم».

وأوضح أنه رغم كل نقاط القوة التي يتمتع بها «سليمان»، فإن كونه جزءا من نظام مبارك بفشله وفساده «سيقف عقبة في طريقه، وسيجعل جزءا كبيرا من القوى الثورية والإخوان والسلفيين يقفون ضده، لذا سنشهد معركة انتخابية كبيرة بين بعض فلول النظام السابق، مثل عمر سليمان وعمرو موسى وأحمد شفيق، وبين الإخوان والقوى الثورية، سيكون فيها حراك وفضائح وتمويلات خارجية وسنرى بعض الانسحابات».

من جانبه، كشف الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، عن تعاون الحكومة مع المجلس العسكري، لافتعال الأزمات خلال الفترة المقبلة حتى تجبر ضعاف الإرادة والتحمل على المناداة بضرورة أن يحكم مصر رجل قوي يستطيع أن يخرجهم مما هم فيه وبالتالي يختارون عمر سليمان».

وقال إن الأزمات التي عشناها خلال الفترة الماضية «ليست عفوية بل مصطنعة من قبل الحكومة والمجلس العسكري، لأن المراقب للوضع العام يستطيع أن يتذكر أن الشرطة عندما نزلت الشارع استطاعت أن تضبط الأداء، لكن عادت لما كانت عليه من جديد وحدثت مذبحة بورسعيد وغيرها من حوادث السرقة والنهب المدبرة».

وأشار إلى أن عددا كبيرا من رجال الأعمال وبعض القوى في الداخل والخارج يخطط لحملة سليمان منذ فترة، وغيابه عن المشهد خلال الفترة الماضية وعدم إعلانه صراحة عن الترشح وترك قوى تدير الشارع له «كان مدروسا ومخططا، وليس من قبيل الصدفة ليظل الرجل الغامض الذي يمتلك القوة».

ولفت إلى أن تقديم سليمان أوراقه في اللحظة الأخيرة «مقصود أيضا لأنه سيدخل في فترة السكون الانتخابي التي ستبعده عن الحديث والمؤتمرات التي يمكن أن تشهد مناوئين له كما حدث مع غيره».

وأضاف أن محاولات الاغتيال التي تعرض لها سليمان قبل ذلك والتي دبرها جمال مبارك «لم تكن بسبب مواقفه لمحاربة فساد القصر بل كانت بسبب صراع داخلي بين أبناء القصر الرئاسي الذين يعتبر سليمان واحدا منهم، ويرغب في الانقضاض على السلطة، فهو لم يكن يوما مناهضا للنظام بل جزءا منه، وكان مبعوثا للرئيس السابق في العديد من مهام العمل الخارجية والإقليمية، ويعتبر مشاركا في صفقة تصدير الغاز لإسرائيل».