رأى خبراء وسياسيون أن ترشح اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، فى انتخابات رئاسة الجمهورية التى تجرى فى 23 و24 مايو المقبل يقلب الموازين ويغير من خريطة تلك الانتخابات، مشيرين إلى أنه فى حال فوزه بالرئاسة فإن ذلك يمثل نوعاً من إعادة إنتاج النظام السابق، ولاسيما فى ظل عدم استبعاد انضمام عمرو موسى وأحمد شفيق إلى فريقه الرئاسى.
وقال الدكتور نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «عمر سليمان يمتلك قدراً من المعرفة على مستوى النظام الدولى والإقليمى يجعله قريبا من بعض الدول العربية مثل السعودية والدول الخارجية مثل أمريكا، كما أن هناك قوة داخل تركيبة الدولة المصرية ستدعمه»، مشيرا إلى أن «نقاط ضعفه تتمثل فى أنه جزء لا يتجزأ من النظام القديم، وأثناء توليه منصب نائب الرئيس لم يستطع إدارة البلاد والتعامل مع الأحداث وقتها، كما أن القوى الجديدة لا ترغب فى إعادة إنتاج النظام السابق من جديد لأنه سيشكل انتكاسة للعملية الثورية».
وأشار «عبدالفتاح» إلى أنه «فى حالة استبعاد حازم أبوإسماعيل من السباق الرئاسى، فإن هذا سيكون فى صالح عبدالمنعم أبوالفتوح أو خيرت الشاطر، أما فى حالة فوز عمر سليمان بالرئاسة فمن المحتمل أن يكون عمرو موسى نائبا له، كما أن الفريق أحمد شفيق سيكون جزءاً من التركيبة الجديدة»، مشيرا إلى أنه «سيكون هناك تكتل من النظام السابق، وبالتالى سيكون للأقباط دور كبير فى هذا التحول».
وأوضح أنه «ستكون هناك محاولة لحشد ضد القوى الإسلامية وكل القوى الدينية، لأن وجود رئيس إسلامى سيعمل على تغيير طبيعة المصريين ويهدد حرياتهم»، قائلا إن «هذه الكتل الخائفة ليست بسيطة، ولاسيما أن هناك بعض الممارسات السلبية من الإخوان والسلفيين ومحاولتهم السيطرة على النظام السياسى، وهو ما أدى إلى حالة تخوف من تيار الإسلام السياسى».
من جهته قال الناشط السياسى جورج إسحاق إنه «توقع من قبل ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة.. فهو مرشح المجلس العسكرى» على حد قوله. وأضاف «إسحاق» أن المجلس العسكرى سيعمل المستحيل من أجل أن يصبح عمر سليمان رئيسا للجمهورية، وترشحه فى هذا التوقيت سيقلب الموازين خاصة بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر. وتابع أن «التأخير فى إعلان ترشح سليمان كان مخططا له من قبل المجلس العسكرى.. فبعد إعلان جماعة الإخوان مرشحها جاء المجلس بمرشح يكون ممثلا له» على حد قوله. وأوضح أن «المنافسة ستنحصر بين عمر سليمان وخيرت الشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح لكنه لا يستطيع أن يحدد من هو الرئيس القادم لأنه فى علم الغيب».
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقال إن «ترشح اللواء عمر سليمان فى هذا التوقيت يمثل نوعا من الضغوط الداخلية والخارجية» - على حد قوله.
وأضاف: «ترشح سليمان محاولة لإجهاض الثورة ووقف لتتبع فساد النظام السابق». وأشار إلى أنه «لم يكن يتوقع ترشحه للرئاسة خاصة بعد رفضه الترشح منذ 3 أيام، لكن حدث نوع من الضغوط أجبرته على تغيير موقفه». وتابع: «أتصور أنه لم يكن مرشحا للمجلس العسكرى.. لكن المجلس راض عنه نظرا لما يتمتع به من تاريخ عسكرى». وحول فرصه فى الانتخابات القادمة قال «ربيع»: «إن ترشح سليمان فى هذا التوقيت سيغير خريطة الانتخابات الرئاسية وستكون هناك منافسة شرسة بينه وبين الإسلاميين من جهة وبين عمرو موسى وأحمد شفيق من جهة أخرى». وأضاف: «ربما تتفتت الأصوات لأحمد شفيق وعمرو موسى، وسيأتى هذا فى مصلحة التيار الإسلامى».
واعتبر الدكتور عمار على حسن، الخبير فى الاجتماع السياسى، أن ترشيح اللواء عمر سليمان للانتخابات الرئاسية نجاح لخطة المجلس العسكرى التى تستهدف الثورة وأهدافها، مشيراً إلى أن المجلس العسكرى اعتمد على آليات كثيرة لتشويه الثورة، منها تشويه المشاركين فيها، وحرب الشائعات النفسية التى شُنت على الشعب المصرى.
وأشار إلى أن المجلس العسكرى يؤكد بقراراته أنه يسير على خطة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فما حدث بعد الثورة من تعديل المواد الدستورية التى قرر مبارك تعديلها، مرورا بكل الأحداث، حتى ترشيح اللواء عمر سليمان نفسه - يؤكد أننا نعود لمبارك مرة أخرى.
وقال «حسن» إن «ترشيح اللواء عمر سليمان للرئاسة أمر غير محسوب لخطوة غير محسوبة لخيرت الشاطر أقبلت عليها جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أعطى ذريعة للمجلس العسكرى للدفع بـ«سليمان»، مؤكدا أنه لا يستطيع أن يقبل على هذه الخطوة إلا بعد الرجوع والتوافق مع المجلس العسكرى.
وقال الدكتور مصطفى علوى، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة إن «من حق أى مواطن مصرى تنطبق عليه شروط الترشح للانتخابات الرئاسية أن يترشح، لذا فإنه من المنظور القانونى يحق للواء عمر سليمان أن يترشح، كما هو حق الليبراليين والإسلاميين، وتكون الكلمة النهائية للناخبين».
وأضاف: «لا يستطيع أحد أن يمنع مواطناً من الترشح مادامت توافرت فيه الشروط القانونية، إلا أنه من الناحية السياسية فإن الشارع المصرى ينقسم حول ترشح سليمان، ففى الوقت الذى ينظر فيه البعض على أنه المخلّص من الاتجاه الإسلامى يرى البعض أنه أحد رجال النظام السابق، وهو الأمر الذى سيلقى عليه عبئا كبيرا، لن ينتهى إلا بانتهاء الانتخابات، وظهور نتيجة التصويت التى لا أحد يتوقع نتيجتها».