قالت دراسة متخصصة في مجال توزيع أصوات الناخبين إن الصوت الإسلامي في الولايات المتحدة قد يلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية الرئيس الأمريكي المقبل، خلال انتخابات هذا العام في نوفمبر المقبل، بسبب الانقسامات الواضحة في اتجاهات التصويت.
وذكرت الدراسة، حسبما نقل موقع «CNN»، أن المقترعين المسلمين لا يشكلون أكثر من 1% من الأصوات، لكن بوسعهم ترجيح كفة على أخرى خلال التنافس المحموم المنتظر.
وأضافت الدراسة، التي أعدها الباحث فريد سنزاي، أن الولايات منقسمة بشكل واضح على صعيد اتجاهات التصويت، فولاية فلوريدا مثلاً، شهدت تنافساً شرساً بين الرئيس السابق، الجمهوري جورج بوش ومنافسه الديمقراطي، آل جور، انتهى لصالح الأول بفارق 537 صوتاً فقط، في حين يمتلك المسلمون قاعدة انتخابية فيها تصل إلى 23 ألف صوت.
وقال نعمان عباسي، رئيس جمعية «إيمرج أمريكا»، التي دعت الناخبين المسلمين في السابق إلى المشاركة بكثافة: «إن الجهود التي تبذلها جمعيته، والنشاطات المماثلة، ستزيد من حضور أصوات المسلمين في الانتخابات».
وبحسب دراسة سنزاي، فإن قوائم الناخبين في الولايات المتحدة تضم 1.2 مليون ناخب مسلم، وتشير الدراسة إلى أن المسلمين الأكثر إقبالاً على التصويت هم الأكثر التزاماً على المستوى الديني لجهة ترددهم على المساجد.
وتتواجد الكتل الإسلامية الانتخابية الأكبر في الولايات المتحدة وكاليفورنيا، والتي لا يرجح أن تشهد تنافساً حامياً خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن الناخبين المسلمين يتواجدون بشكل كبير أيضاً في الولايات «الساخنة» انتخابياً، وعلى رأسها بنسلفانيا وميتشيجان وفيرجينيا.
كما يتواجد الناخبون المسلمون بأعداد كافية لقلب المعادلات في ولايات سبق لها أن شهدت فوز طرف على آخر بأعداد محدودة للغاية من الأصوات، مثل فلوريدا وأوهايو.
غير أن الدراسة أشارت إلى أن المسلمين ليسوا الكتلة الوحيدة التي يمكن لها ادعاء القدرة على حسم المعارك في عدة ولايات، بل يمكن لأصحاب الأصول الإسبانية والنساء وتجمعات العاطلين عن العمل لعب الدور نفسه، إلى جانب أن المسلمين لديهم اهتمامات عامة مشتركة مع سائر نظرائهم في البلاد، كقضايا الاقتصاد والشؤون الداخلية.
كان المسلمون قد صوتوا بكثافة للرئيس السابق، جورج بوش، في انتخابات عام 2000، ثم تبدلت اتجاهات تصويتهم لتصب في صالح الديمقراطيين، فصوتوا لصالح جون كيري عام 2004، ومن ثم الرئيس الحالي، باراك أوباما، عام 2008.