بدأت الحكومة، اليوم، في السحب من المخزون الجديد لمحصول القمح المحلي، تمهيداً لخلطه بالمستورد بنسبة 30% للمحلي إلى 70 % للمستورد، لإنتاج الخبز المدعم.
وعلمت «المصري اليوم» أن بنك الائتمان الزراعي واصل ضغوطه لسحب المخزون الجديد من القمح المحلي من الشون قبل حلول فصلي الخريف والشتاء، «تحسباً لسقوط أمطار قد تؤدي إلى فساد القمح بسبب غياب المواصفات المطلوبة لحماية المخزون من تقلب الأحوال الجوية في معظم شون البنك».
وأكد مصدر حكومي أن مسؤولين بالبنك خاطبوا الجهات المسئولة عن بدء عمليات الطحن «بشكل شفهي» لمطالبتهم بسرعة سحب المخزون قبل نهاية فصل الصيف، وأوضح أنه بالرغم من ارتفاع أسعار توريد القمح هذا العام، إلا أن ما تم توريده من الفلاحين و التجار لم يتجاوز مليونين و140 ألف طن، وأرجع ذلك إلى الموجة الحارة التي ضربت البلاد خلال فصل الشتاء الماضي وأثرت على المحصول.
وأشار المصدر إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي كثفت خلال الفترة الأخيرة حملاتها على شون وصوامع تخزين القمح للتأكد من التزامها بقواعد وشروط التخزين، موضحا أن الهدف من هذه الحملات تخفيض نسبة الفاقد من القمح المتسرب خلال عمليات النقل المختلفة.
وأضاف أنه تم التشديد على مواصفات الشون قبل بدء التوريد، وهي أن تكون مسقوفة وغير رملية، وأن يتم التخزين في أجولة من الجوت أو البلاستيك.
وذكر المصدر أن الهدف من هذه الإجراءات هو الحفاظ على المخزون الاستراتيجي من القمح أطول فترة ممكنة، حيث يتم تخزين احتياطي يكفي 4 أشهر على أقل تقدير.
وعلى صعيد متصل، أوضح مصدر بقطاع المطاحن أنه تم الإعداد للموسم الجديد للقمح المحلي من خلال العديد من عمليات التطوير لتخفيض نسبة الفاقد، لافتاً إلى أنه يجري الآن تركيب أكبر المطاحن في مصر والشرق الأوسط بالمنطقة الصناعية بمدينة جمصة بطاقة إنتاجية تبلغ 600 طن يوميا.
وأشار المصدر إلى أنه تم الانتهاء من تحويل العديد من مطاحن الحجارة إلى مطاحن «سلندرات»، ومنها «مطحن القاضي» بالدقهلية الذي تم رفع طاقته الإنتاجية إلى 150 طن يوميا و«مطحن السادات» بالمنصورة الذي تم تحديثه لرفع قدرته إلى 150 طنا، و«مطحن سندوب» الذي وصلت طاقته الإنتاجية إلى 500 طن يوميا.
وأكد المصدر أن علميات تحديث المطاحن راعت البعد البيئي خاصة أن بعضها موجود بالقرب من كتل سكنية، مشيرا إلى استخدام فلاتر لتنقية الهواء وضمان عدم تسرب أي عوادم قد تؤثر على البيئة، وأضاف أن معظم المطاحن تعمل حالياً بشكل آلي خلال كافة مراحل الإنتاج منذ استقبال القمح ونظافته وترطيبه وطحنه وتعبئة المنتج من الدقيق والنخالة، بما يساعد على تخفيض نسبة الهالك والفاقد من الدقيق وزيادة جودة المنتج النهائي.