وثيقة رسمية تكشف وجود 1660 حسابًا مليونيًا.. و15 مليونًا أقل من 1000 جنيه

كتب: مصباح قطب الأحد 01-04-2012 08:55

فى ثقافة الأسرة المصرية توجه غالب يقول «خلّى قرشين على جنب» لمواجهة محن الزمن مثل المرض والوفاة، وهى ثقافة نمت على حطام نظام تأمين صحى واجتماعى مهلهل وضعيف لا يضمن للفقراء أو المسنين حياة كريمة.

والكثير من الأسر المصرية، كما يعلق أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، يضع جزءاً من أو معظم «تحويشة» العمر «تحت البلاطة أو المرتبة»، وجزء كبير منها أيضاً يضع أمواله فى صناديق التوفير، وجزء ثالث يضع أمواله فى حساب على سبيل «الخميرة» ليستخدمه فى الانطلاق بمشروع كبير لكن لا أحد يساعده ولا يذهب إليه من أجهزة الدولة ليرشده أو يقدم له النصيحة أو التسهيل.

وكشفت وثيقة رسمية عن ارتفاع عدد حسابات التوفير بمكاتب هيئة البريد إلى 20.53 مليون حساب حتى 30 يونيو الماضى منها نحو 1660 حساباً تخص مدخرين تتجاوز حساباتهم المليون والثلاثة ملايين جنيه.

وأوضحت الوثيقة، التى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منها، أن عدد الحسابات التى يبلغ رصيد الواحد منها 3 ملايين جنيه فأكثر بلغ 155 حسابا، والحسابات التى تقع بين مليون و3 ملايين جنيه 1505 حسابات، أى أن عدد الحسابات المليونية وصل إلى 1660 حسابا. كان أبرز المفاجآت وصول عدد الحسابات التى يبلغ رصيد الواحد منها من «صفر» إلى 999 جنيهاً إلى 14.95 مليون حساب أى بنسبة 72.9% من إجمالى عدد الحسابات، وبلغ عدد الحسابات بين 1000 و5000 جنيه نحو 2.6 مليون حساب، والحسابات بين 5001 إلى 10000 جنيه نحو 1.06 مليون حساب. وتعليقاً على الإحصائية الصادرة عن الإدارة العامة لإحصاءات النقل والاتصالات، قال اللواء أبوبكر الجندى، رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء، إن هذه الأرقام التى تظهر لأول مرة ذات أهمية كبيرة وهى بمثابة مفاجأة، مشيرا إلى أنها تعكس وجود رغبة ادخارية قوية لدى الفئات الفقيرة ودون المتوسطة فى مصر تفوق المتصور عنها بكثير. وأضاف: «نشكو كثيرا من ضعف معدل الادخار المحلى وعدم تناسبه مع معدلات النمو المطلوبة أو مع المعدلات التى تحققت فى دول النمور الآسيوية، وها نحن أمام واقع يقول إن المسؤولية تقع بالأساس على الجهاز المالى ببنوكه وأوعيته الادخارية».

وأضاف «الجندى» أن وجود حسابات بمبالغ مليونية يدل أن هناك «خميرة» فى قاع المجتمع ممن يمكن أن يكونوا فى يوم ما «رواد الأعمال» إذا ما التفتت إليهم الأجهزة المالية والاستشارية لتساعدهم بعيداً عن التعقيدات على بدء مشروع صغير بهذه الخميرة.

ودعا «الجندى» المؤسسات المالية إلى أن تقترب أكثر من الجمهور البسيط، وأن تقدم له الحوافز والأوعية الادخارية المناسبة، ووقتها فإن من المؤكد أن معدل الادخار سيرتفع أكثر بكثير عما هو عليه الآن. جدير بالذكر أن معدل الادخار فى دول النمور الآسيوية فاق الـ30% بينما يبلغ معدل الادخار المحلى فى مصر نحو 15% فقط.