أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، أن دمشق ستستقبل «قريباً» وفداً تقنياً للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة حول آلية تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي عنان إلى سوريا لحل الأزمة فيها.
وقال «مقدسي»، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا»: «إن «أبرز خطوة لاحقة هي توقيع البرتوكول، الذي ينظم موضوع المراقبين للوصول إلى التهدئة وسوريا، ستستقبل قريباً وفداً تقنياً للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة على آليات هذا التطبيق». وأضاف «مقدسي»: «إن سوريا ملتزمة بالتعاون إيجابياً مع مهمة عنان».
لكن المتحدث الرسمي لفت إلى وجود «واقع على الأرض يجب التعامل معه وقد يصطدم بأمور ترتبط به»، مؤكدا أن «مهمة الجانب السوري تسهيل هذه الأمور وتذليل العقبات مادام المطلوب تثبيت استقرار سوريا وتهدئة النفوس للتوجه للحل السياسي».
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، الجمعة: «إن المنظمة الدولية تخطط لإرسال بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا عند توقف أعمال العنف. لكن دمشق لم توافق حتى الآن على إرسال مسؤولين لإجراء محادثات في هذا الشأن».
وصرح مسؤول في الأمم المتحدة، طالباً عدم كشف هويته، بأن هذه البعثة تحتاج إلى 250 مراقباً على الأقل إذا أوقفت الحكومة السورية هجومها على المحتجين، ووافقت على نشر بعثة دولية.
وفي التصريحات نفسها قال «مقدسي»: «توصلنا مع عنان في موضوع التهدئة وسنقوم بالتفاوض من أجل توقيع بروتوكول إطاري يحدد آلية ارتباط، وهي كلمة عسكرية الطابع نوعا ما، وهي تنسيق بين مجموعة من المراقبين يأتون إلى سوريا في مهمة محددة، لدراسة الموضوع في إطار محدد تحت مظلة السيادة السورية».
وأضاف: «لا شيء يضمن عدم تكرار ما جرى مع بعثة المراقبين العرب في مهمة عنان، ونحن مضطرون للمضي قدما في لعبة سحب الذرائع من خلال الحكمة واستخلاص العبر، تحت سقف ثوابت سيادة سوريا وعدم المس باستقرارها وأمنها».
وأشار إلى «كما أن لدينا حلفاء في المجتمع الدولي يؤمنون بأن الحل في سوريا سوري بحت ونحن نعمل على تعزيز تفهمهم وموقفهم المبدئي».
ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل عام، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من تبني قرار بإدانة نظام الرئيس بشار الأسد، إذ استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض «فيتو» لمنع قرارين يدينان النظام السوري.
وأوضح «مقدسي» أن «سوريا ليست بانتظار عنان ليحل الأزمة، بل ليساعد بحشد الدعم لحل الأزمة عبر مبادرة دولية نأمل صدقها». وأكد أن «بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق أو مبادرة هي حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة والمحافظة على ما تم استخلاصه من عبر في مبادرات وتجارب سابقة».
وتابع أن «سوريا تطالب العالم بأن يساعدها بدلا من الضغط عليها. وإذا كان هدف أي مبادرة مساعدة سوريا في تثبيت الاستقرار وتحقيق الإصلاحات فسوريا ترحب بها».
وتدعو خطة عنان إلى وقف القتال من جانب جميع الأطراف تحت اشراف الأمم المتحدة، وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يوميا لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين الى المناطق المتضررة من أعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث.