"الحر" يتسبب في وفاة مراقب «ثانوية عامة» في سوهاج ومصري في السعودية .. ونهار اليوم "الأطول فلكياً"

كتب: شيماء عادل, عبد العال طلعت, وكالات الإثنين 21-06-2010 15:48

استمرت، اليوم الاثنين، موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها مصر وعدد من دول الخليج العربي، ومن المتوقع أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، غداً الثلاثاء، وتوالي الموجة انحسارها حتى يوم الجمعة المقبل مع وصول درجة الحرارة العظمى في القاهرة إلى 33 درجة مئوية.

 وقال الدكتور «عبد الفتاح جلال» رئيس معهد البحوت الفلكية والجيوفيزيقية السابق، إن نهار اليوم الموافق 21 يونيو هو أطول نهار فلكي طوال السنة، حيث تصل ساعات النهار في هذا اليوم إلى 13 ساعة ونصف، بينما تصل ساعات الليل إلى 10 ساعات ونصف، مرجعاً هذه الظاهرة إلى محور الأرض المائل، ودورانها حول الشمس.

وأضاف جلال أن أطول نهار فلكي يتميز بتعامد أشعة الشمس بشكل نسبي، مقارنة بأيام الصيف العادية، وهو ما سوف يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل طفيف.

من جانبه، أكد الدكتور «محمد مجدي عبد الوهاب» أستاذ الأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن طول النهار فلكياً لن يؤثر على درجات الحرارة العادية، وإنما تكمن الخطورة في زيادة الأشعة فوق البنفسجية، لافتاً إلى أن حدوث هذا الارتفاع أمر غير متوقع، في ظل زيادة طول النهار من دقيقة إلى دقيقة ونصف، فقط.

في سياق متصل، توفى مراقب لجنة بامتحانات الثانوية العامة بسوهاج، اليوم الاثنين، داخل استراحة المراقبين بمدينة طهطا إثر إصابته بحالة إعياء شديدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وتلقى اللواء «أحمد خميس» مدير الأمن، بلاغاً يفيد وفاة مراقب لجنة بامتحانات الثانوية العامة داخل استراحة المراقبين بمدينة طهطا، وتبين أن المتوفى يدعى «أحمد محمد عاكف» ( 40 سنه) وهو من محافظة المنيا، أصيب بحالة إعياء شديد بسبب حرارة الجو، قبل وفاته بيوم، فتم نقلة إلى مستشفى طهطا المركزى وأجريت له الإسعافات اللازمة وخرج من المستشفى، وصباح اليوم، فوجئ زملاؤه عند إيقاظه بوفاته، وأرجع تقرير مفتش الصحة الوفاة إلى التأثر بشدة حرارة الجو التى أثرت على وظائف المخ.

وفي المملكة العربية السعودية، شهدت البلاد خلال اليومين الماضيين ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة وصل إلى 50 درجة مئوية، وسجلت السعودية ثاني حالة وفاة بسبب حرارة الطقس حيث توفي مصري يعمل نجاراً نتيجة إصابته بـ "ضربة شمس" وذلك بعد عودته من العمل في منطقة حفر الباطن، وكانت طفلة هندية فارقت الحياة الأسبوع الماضي إثر ارتفاع درجات الحرارة.

واجتاحت المناطق الشمالية والشرقية والوسطي في السعودية موجة حارة، وسجلت مدينة الدمام أعلي درجة حرارة حيث بلغت 50 درجة مئوية ووصلت نسبة الرطوبة إلى 80 %، وأرجع المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية أسباب الحرارة الشديدة علي المنطقة الشرقية إلى تأثرها بالمنخفض الهندي الذي يمر بالمنطقة، متوقعاً انتهاء الموجة الحارة غداً الثلاثاء، حسب ما ذكرته صحيفة الوطن السعودية.

وفي الإمارات، رحب أطباء بقرار وقف العمل تحت أشعة الشمس المباشرة من الساعة الثانية عشرة والنصف وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، وذلك حتى منتصف شهر سبتمبر بهدف حماية صحة العمال وحياتهم.

وقال الدكتور «جهاد عبدالجبار عوض» استشاري الطوارئ في مستشفى المفرق، إن القرار أسهم بشكل كبير في خفض عدد الإصابات بالإنهاك الحراري الذي قد يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة بحالة من العجز الدائم، إذا لم يتم توفير علاج طارئ لمثل هذه الحالات.

أما الكويت فشهدت، أمس، لمحات من فصول العام المختلفة في يوم واحد، وذكرت صحيفة الوطن أن الكويت "بدت باختلاف مناطقها وكأنها قارة مترامية الأطراف تتباين أجواؤها".

وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي شهدت فيه منطقة الجهراء أمطاراً شديدة دامت لدقائق مخلفة بعدها سيولاً مصحوبة برعد وبرق، شهدت مناطق أخرى عاصفة رملية شديدة تجاوزت فيها سرعة الرياح السبعين كيلومترا بالساعة مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة.

وحول تفسير هذه الظاهرة الغريبة قال الباحث الفلكي الكويتي «صالح العجيري» أنه "لا يوجد تفسير علمي محدد لما حدث غير أن التفسير الوحيد بين أيدينا الآن أنه حدث تزحزح في الجو ومعه تراجع المنخفض الهندي المسيطر على الأجواء فتبدلت الرياح إلى شمالية شرقية مرت على مسطحات مياه الخليج العربي ومع الرطوبة الشديدة تكونت السحب فأمطرت".

وأوصى نواب مجلس الأمة الكويتي، أمس، بالحد من ساعات العمل في القطاع العام خلال فصل الصيف لخفض استهلاك الكهرباء خلال موسم الصيف الحار، وذلك على ضوء انقطاعات في التيار الأسبوع الماضي وسط درجات حرارة قياسية وصلت إلى أكثر من 50 درجة.

وأعلنت التوصية خلال اجتماع خصصه البرلمان لموضوع تخفيف استهلاك الكهرباء في موسم الحر في هذا البلد الصحراوي الذي يعتمد بشكل حيوي على التبريد.

وأوصى النواب الحكومة بخفض ساعات العمل اليومية لموظفي القطاع الحكومي بمقدار ساعتين يومياً، أي أن يكون الدوام من الساعة 7 صباحاً حتى الظهر، بدلاً من الساعة 7.30 حتى 2.30 بعد الظهر.

ودعت السلطات السكان إلى تقنين استخدام الكهرباء وطلبت من الوزارات والمؤسسات العامة القيام بالأمر ذاته.