فى خطوة هى الأولى من نوعها قررت عاملات المنازل الثورة على أوضاعهن المتردية وسوء المعاملة التى يتعرضن لها منذ سنوات، والمطالبة بحقوقهن بدلاً من الدعاء «بأن يتوب الله عليهن من الخدمة فى البيوت»، وذلك من خلال مبادرة إحدى مؤسسات التطوير والتنمية الشاملة لتأسيس أول جمعية أهلية معنية بالدفاع عن حقوق عاملات المنازل، يقوم على إدارتها عاملات المنازل بأنفسهن باعتبارهن الفئة الأكثر قدرة على التعبير عن احتياجاتهن.
منى سعد، رئيس مجلس إدارة جمعية «العاملات فى المنازل وأسرهن»، هى إحدى عاملات المنازل، لا يتجاوز عمرها الثلاثين، لم تعان كثيراً من ضراوة العمل المنزلى إلا أن المعاناة اليومية التى تشهدها جاراتها فى «عزبة الهجانة» بسبب عملهن دفعتها إلى خوض تلك التجربة لتوعية عاملات المنازل بحقوقهن المهدرة.
قالت «منى»: «فى البداية ماكنتش مصدقة إن الحكومة ممكن تعترف بينا ويبقى فيه قانون يحمينا وعقد عمل تلتزم بيه ست البيت اللى باشتغل عندها بدل ما بنتعرض للضرب والإهانة والتحرش اللى ممكن يوصل للاغتصاب».
وأضافت: «نطالب بعقود عمل لحمايتنا ولتنظيم أوقات الراحة والإجازات، خاصة أن أغلب العاملات يعمل لمدة تتجاوز 18 ساعة يومياً»، مطالبة بحصول العاملات على مكافأة فى نهاية الخدمة ومعاش وتأمين صحى، باعتبار أنهن الأكثر عرضة لإصابات العظام وأمراض الصدر. وقارنت «منى» بين وضع العاملة المصرية ومثيلتها الفلبينية، مؤكدة أن العاملة الفلبينية تستخدمها ربة البيت للمنظرة فقط ولا تستطيع أن تجبرها على شىء، ورغم ذلك تحصل على حقوقها كاملة بينما تتولى المصرية جميع الأعمال الشاقة دون الحصول على أى حقوق «يا ريتنا نحصل الفلبينيات ونتساوى بيهم».
سماح حجازى «34 عاماً» تركت العمل بالمنازل بعد أن تعرضت لحادث سيارة أجرت على إثره أربع عمليات جراحية وأصبحت غير قادرة على العمل، وقالت: «محدش سأل فيا بعد الحادث ولا فكروا حتى يبعتولى اليومية بتاعتى، رغم إنى كنت باخدمهم 12 ساعة فى اليوم، حسيت بعدها إنى مليش قيمة وقعدت أكثر من 8 شهور من غير جنيه واحد فى اليوم»، مضيفة أن أكتر ما كان يشعرها بالإهانة هو إصرار ربة البيت على إعطائها بواقى الطعام وحرمانها من دخول دورة المياه واستعمال أدوات المائدة.