أثارت تصريحات الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، التى هاجم فيها وسائل الإعلام الإثنين، ووصفها بأنها مثل «سحرة فرعون الذين أوحى الشيطان إليهم بالهجوم على الجماعة»، ردود فعل غاضبة بين رموز القوى السياسية، الذين اعتبروا التصريحات تكشف ما سموه «الوجه الحقيقى للجماعة التى تسعى للانفراد بالسلطة وإخراس الألسنة».
قال الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسى حزب النهضة، النائب السابق لمرشد الجماعة، إن «تعميم الاتهامات مبدأ مرفوض، خاصة أن وسائل الإعلام بها الردىء والجيد، والإعلام مهم لأى دولة، لأنه النافذة التى يتم من خلالها معرفة حقيقة الأحداث، وهو وسيلة لا غنى عنها». وأضاف: «تصريحات (بديع) تجاوز شديد فى حق الإعلام والإعلاميين، وأزمة الإعلام مع الحركات الإسلامية ترجع إلى الأخطاء أثناء معالجة الصحفى لخبر، إذ يحدث أحيانا تحريف غير متعمد أو عدم دقة فى الصياغة، التى تغير معنى التصريح، بالإضافة إلى وجود إعلاميين يسيئون للمهنة ببعض الأخبار الملفقة».
وقال الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، عضو الهيئة العليا لحزب التحرير المصرى، شيخ الطريقة العزمية، إن «تصريحات مرشد الإخوان تثبت سعى الجماعة لكبت الحريات وتطبيق دولة إرهاب الإعلام والحريات».
وأضاف: «الجماعة تحاول إرهاب الإعلاميين لعدم رصد ممارساتهم لإعادة سياسات الحزب الوطنى المنحل، واحتكار الساحة السياسية وتهميش الجميع».
وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن «ما صدر عن (بديع) يعد تعليقاً غير دقيق منه على الإعلام، الذى يعد أهم الأدوات التى تعمل على خدمة المجتمع».
وأضاف: «أنصح أعضاء البرلمان وقيادات الإخوان والسلفيين بالتريث قبل إطلاق التصريحات التى تتسم بالعمومية، فخلال الفترة القليلة الماضية أدلى عدد من أعضاء مجلس الشعب، المنتمين للجماعة، بتصريحات تفتقد الدقة بشأن الإعلام الذى يلعب دورا مهما فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية».
وشدد «العالم» على أن «هذه التصريحات تحدث نوعاً من البلبلة، وتساهم فى زيادة مخاوف الإعلاميين والقائمين على صناعة الإعلام، وجميع الإعلاميين شرفاء ويلعبون دورا مهما فى المجتمع».
وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى: «إذا صحت تصريحات (بديع) فلن تكون المرة الأولى التى يصدر فيها مثل هذا النوع من النقد والتجريح من قبل الجماعة ورموزها».
وأضاف أن «الحديث الذى يبدأ بتدخل الشياطين فى أنماط الأداء الإعلامى، يمكن أن يقودنا إلى أن تدخل الملائكة لضبط الإعلام وتحجيمه، وبالتالى سيكون الذى يعارض تقييد الإعلام يرفض سلطة ملائكية ويخرج من الرحمة الربانية». وقال بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن «خطاب (بديع) تحريضى خطير، ويذكرنا بخطاب الحزب الوطنى عام 2007 حينما عارضت القوى السياسية ومنها الإخوان المسلمون التعديلات الدستورية».
وتابع «بهى الدين» أن «وسائل الإعلام المستقل وعلى رأسها (المصرى اليوم) وبعض القنوات الفضائية المستقلة، فضحت التعديلات الدستورية وكانت صوت الإخوان أنفسهم، ومنظمات المجتمع المدنى لفضح انتهاكات الحزب الوطنى المنحل، ولا يمكن الحديث عن الإعلام بمثل هذا الهجوم غير المبرر، ويجب عدم تعميم الاتهامات».
ووصف خطاب «بديع» المهاجم للإعلام بـ«التحريضى». وقال إنه «يفتح الباب أمام المواطنين البسطاء لاندفاعات دينية، قد تؤدى للاعتداء على وسائل الإعلام المستقل، الذى هو صوت المعارضين لممارسات الجماعة».
وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: «بديع أخطأ فى تعميمه، والوصف به خلط واضح بين وسائل الإعلام المرئى والمسموع والرسمى والمستقل والإلكترونى، والهجوم على الإعلام غير مبرر وغير دقيق».
وقال جمال فهمى، وكيل أول نقابة الصحفيين: «تصريحات (بديع) ليست جديدة، والكل يعرف موقف الإخوان من الحريات العامة، وجميعنا ندرك أن الجماعة ليست مع حرية الرأى والتعبير».
وأضاف «فهمى» أن «ما يفعله الإخوان كل يوم يُسقط عنهم القناع الثورى الذى ارتدوه، ويكشف ديكتاتوريتهم وسيرهم على درب الحزب الوطنى المنحل ونظام الرئيس السابق حسنى مبارك».
وتابع أنه «من الطبيعى أن يهاجم الإخوان الإعلام الحر، لأنه ينتقدهم وهم لا يريدون النقد أو مناقشتهم من جانب أى أحد فى قراراتهم، ويريدون الانفراد بالسلطة وكل شىء».
وشدد «فهمى» على أن «تصريحات (بديع) جاءت فى وقتها، لأنها كشفت الوجه الحقيقى للجماعة الشمولية، التى تسعى لإخراس الألسنة وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات وفرض رقابة على كل شىء».