فى الوقت الذى تصاعدت فيه أعمال العنف فى عدد من المدن السورية الثلاثاء ، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، معظمهم فى حماة وحمص بوسط البلاد، تحركت الاتصالات مرة أخرى داخل مجلس الأمن الدولى، فى محاولة لوقف نزيف الدم فى سوريا، حيث قدمت فرنسا إلى المجلس بياناً صاغته قوى غربية يؤيد جهود السلام، التى يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفى أنان، ويبعث برسالة قوية إلى دمشق، لإنهاء العنف، إلا أنه يبقى غير ملزم.
قالت مصادر بالمعارضة السورية إن الدبابات قصفت مناطق رئيسية فى مدينة حماة الثلاثاء ، فى محاولة لطرد مقاتلى «الجيش السورى الحر»، الذى يضم جنوداً منشقين، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة نحو13 آخرين، فيما «أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية» عن سقوط 9 قتلى و30 جريحاً فى قصف مكثف على عدة مناطق بحمص. وبينما أفاد ناشطون بسماع إطلاق نار متقطع فى العاصمة دمشق الثلاثاء ، ووجود حملة مداهمات واعتقالات تقوم بها قوات الرئيس السورى بشار الأسد فى إدلب، انسحب معارضون من مدينة دير الزور فى مواجهة هجوم شرس للجيش النظامى.
وأعلن نشطاء فى وقت سابق أن 52 شخصاً لقوا حتفهم الإثنين فى سوريا، بينهم 23 مدنياً. وشهدت الأيام الماضية حملة عنيفة من الجيش السورى ضد المدن، التى تعد مراكز للثورة السورية، حيث بدأ هجومه بحمص، ثم إدلب ودرعا وصولا لحماة، للقضاء على عناصر الجيش السورى ووأد الثورة فى تلك المدن. بينما بدأ الجيش السورى الحر نقل عملياته إلى قلب العاصمة دمشق، التى تشهد اشتباكات متقطعة منذ الإثنين ، لتخفيف الضغط وهجمات جيش الأسد على المدن الأخرى.
من جهة أخرى، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» من سمتهم «مسلحى المعارضة السورية» بارتكاب «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان» ضد القوات الحكومية خلال الأشهر القليلة الماضية، تضمنت خطف واعتقال وتعذيب وإعدام القوات النظامية ومؤيدى النظام والأشخاص المعروف أنهم من الميليشيات التابعة للنظام (الشبيحة). وقالت سارة ويتسون، مديرة منطقة الشرق الأوسط بالمنظمة، إن «الأساليب الوحشية التى ترتكبها قوات النظام لا تبرر الانتهاكات، التى ترتكبها جماعات المعارضة المسلحة».
وفى مسعى جديد لتشكيل جبهة دولية موحدة، فى مواجهة الأزمة المتصاعدة فى سوريا، قدمت فرنسا إلى مجلس الأمن بياناً صاغته قوى غربية يندد بالاضطرابات، ويؤيد جهود «أنان» للسلام. وقال سفير بريطانيا فى الأمم المتحدة إنه يأمل فى إقرار البيان خلال ساعات، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى وحدة الموقف الدولى، وقال: «وصل الموقف (فى سوريا) إلى وضع غير مقبول ولا يحتمل».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه أن مشروع «الإعلان الرئاسى» له 3أهداف، وهى إقرار وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق حوار سياسى. وقال: «أشعر بأن الروس يتحركون لأنهم يشعرون بعزلة كبيرة»، مبدياً أمله فى أن يتم إقرار النص، بينما أعلن نظيره الروسى سيرجى لافروف أن روسيا مستعدة للموافقة على إعلان يدعم مهمة أنان، شرط ألا يتضمن «مهلة».