فى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة إضرابات العاملين والموظفين فى الكويت، اعتبر الداعية الإسلامى الكويتى، الإمام والخطيب فى وزارة الأوقاف، الشيخ ناظم المسباح، الإضرابات «حرام شرعا»، وقال إنها «بدعة» تحدث الخلل والفوضى فى البلاد وتعطل مصالح الناس، وأن «العقد شريعة المتعاقدين»، ومن يجد فى ذلك العقد إجحافا بحقه فعليه تقديم استقالته، وأوضح أن للحكومة الحق فى اتخاذ الإجراء المناسب بحق المضربين، لأنها قامت بدراسة جميع الرواتب حتى تعطى كل ذى حق حقه. يأتى ذلك بينما استمر إضراب العاملين فى الجمارك فى الكويت الإثنين، لليوم السادس على التوالى، وانضم إليهم موظفو الخطوط الجوية الكويتية، الأمر الذى أدى إلى إلغاء رحلاتها المجدولة منذ الصباح وحتى الساعة الخامسة مساء الإثنين، للمرة الرابعة منذ بداية الإضراب.
وقال رئيس نقابة الخطوط الجوية الكويتية، عبدالله الهاجرى، «نحن مستمرون فى الإضراب»، رغم إقرار الحكومة زيادة فى الأجور بنسبة 25%، موضحا أن النقابة تطالب «بزيادة بنسبة 30% بموجب اتفاقية سابقة، بجانب بدلات أخرى، وأشار إلى أن الإضراب أسفر حتى الآن عن إلغاء 112 رحلة. وسمحت نقابة الجمارك بدخول المواد الغذائية بدءا من الإثنين، مع استمرار الإضراب حتى يجدوا الحلول المرضية لهم، بينما سادت أرض مطار الكويت حالة من «الشلل التام»، حيث تكدس المسافرون الذين افترش بعضهم أرض المطار.
ويطالب الموظفون المضربون بمزايا مالية، فى ظل ارتفاع أسعار النفط الذى يمثل المصدر الرئيسى لتمويل ميزانية الدولة.
من جهته، رفض مجلس الوزراء الكويتى، الرضوخ لمطالب المضربين تحت تهديد الاستمرار بالإضراب، وأكد الأحد أنه لا مفاوضات تحت «سيف الإضراب»، واعتبرت الحكومة الكويتية أمس الأول أن الإضراب «يمثل خروجا على الشرعية وانتهاكا صريحا لأحكام القانون».
ونقلت صحيفة «الجريدة» الكويتية، عن غرفة تجارة وصناعة الكويت، أن استمرار الإضرابات الحالية سيكون له تداعيات عميقة الضرر على جميع شرائح المجتمع الكويتى وأنشطته الاقتصادية، لأنها تضعف الأمن الاجتماعى والغذائى، محذرة من أنها تشبه «المقاطعة الاقتصادية على الكويت من قبل أبنائها».