غريباً عشت فى الدنيا نزيلاً مثل آبائى
غريباً فى أساليبى وأفكارى وأهوائى
غريباً لم أجد سمعاً أفرغ فيه آرائى
يموج القوم فى مرج وفى صخب وضوضاء
وأقبع ههنا وحدى بقلبى الوادع النائى
غريباً لم أجد بيتاً ولا ركناً لإيوائى
تركت مفاتن الدنيا ولم أحفل بناديها
ورحت أجر ترحالى بعيداً عن ملاهيها
خلى القلب لا أهفو لشىء من أمانيها
نزيه السمع لا أصغى إلى ضوضاء أهليها
أطوف ههنا وحدى سعيداً فى بواديها
بقيثارى ومزمارى وألحان أغنيها
وساعات مقدسة خلوت بخالقى فيها
أسير كأننى شبح يموج لمقلة الرائى
غريباً عشت فى الدنيا نزيلا مثل آبائى
كسبت العمر لا جاه يشاغلنى ولا مال
ولا بيت يعطلنى ولا صحب ولا آل
هنا فى الدير آيات تعزينى وأمثال
هنا الإنجيل مصباح ولا يخفيه مكيال
هنا لا ترهب الرهبان قضبان وأغلال
ولا تستعبد الوجدان أغراض وآمال
ولا تلهو بنا الدنيا فإدبار وإقبال
أقول لكل شيطان يريد الآن إغرائى
حذارك إننى أحيا غريباً مثل آبائى