ينعقد مجلس شورى الإخوان، الجمعة المقبل، لاستكمال مناقشة المرشح الذى ستدعمه الجماعة فى انتخابات الرئاسة، وحسم موقفها من تحرير عدد من شباب الجماعة توكيلات للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل فى لانتخابات الرئاسة.
قال أحمد سيف الإسلام حسن البنا، عضو المجلس: «جميع القضايا التى ناقشها الاجتماع عُلقت حتى عقد اجتماع آخر للمجلس الجمعة المقبل».
وقال الدكتور أحمد عبدالرحمن، عضو المجلس: «إن هناك موضوعات كثيرة طرحت خلال الاجتماع، منها الرئيس الذى ستدعمه الجماعة».
وحول ما إذا كانت الجماعة لا تدعم أحداً وتترك الحرية لأعضائها لدعم من يرونه فى الرئاسة، أضاف عبدالرحمن لـ«المصرى اليوم»: كل الخيارات مطروحة والقرار النهائى سيكون خلال اجتماع الجمعة المقبل».
وأكد أنه لا يتفق مع رؤية البعض حول أن الجماعة فى أزمة، بسبب دعم بعض شباب الإخوان لـ«أبوالفتوح»، وتابع: «جميع الخيارات مفتوحة أمام الجماعة لأنها تثق فى قواعدها وأنها ستلتزم بتعليماتها التى تأتى بناء على قرار (الشورى)».
وعلمت «المصرى اليوم» أن هناك وفداً من حزب النور السلفى والجماعة الإسلامية زار مكتب الإرشاد، الأربعاء الماضى، لمعرفة المرشح الذى ستدعمه الجماعة من أجل اتفاق التيارات الإسلامية على مرشح واحد لدعمه.
وقال الدكتور محمد حبيب، وكيل حزب النهضة، نائب مرشد الإخوان السابق: «إن عدد المؤيدين لـ(أبوالفتوح) من أعضاء الجماعة لا يتجاوز 10%»، موضحاً أن فكرة الأخذ والرد داخل مجلس شورى الإخوان شىء طبيعى.
وأضاف: «إن وجود قيادات إخوانية تؤيد (أبوالفتوح) مثل الدكتور محمد البلتاجى، ومحمد على بشر، لا يعنى أنهما لن يلتزما بقرار الجماعة فى النهاية»، مشيرا إلى أن الجماعة تعرضت لهزات كثيرة لكن ما يحدث الآن لا يرقى إلى أزمة، والمشكلات الحالية لا ترقى إلى شروخ فى القشرة الأولية لتنظيم الإخوان.
فى المقابل، اعتبر عدد من شباب الإخوان الداعمين لـ«أبوالفتوح»، أن الجماعة فى أزمة وموقف لا تحسد عليه.
وقال محمد محمود، أحد الشباب: «الجماعة الآن فى موقف لا تحسد عليه، فهى لا تستطيع أن تقدم مرشحاً ولن تستطيع إقناع أعضائها به، كما أن محاولات جس النبض للموافقة على مرشح (غير إسلامى) لن ترضى القواعد، وهذا سبب تغيير شروط الرئيس التوافقى كل يوم».
وأضاف: «الجماعة لا يوجد لديها بديل لـ(أبوالفتوح) تقنع به شبابها، خاصة أن غالبية الشباب يتجه لتحرير توكيلات لـ(أبوالفتوح(.
ووصف «محمود» تصريحات الدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة حول قرار فصل الشباب بأنها «إرهاب فكرى»، وتابع: «من الصعب فصل شباب الجماعة المؤيدين لـ(أبوالفتوح) خاصة أن رأسمالها هو شبابها»، ولفت إلى أن الداعمين لـ«أبوالفتوح» أقلية فى العلن لكن الكثير منهم يدعمونه بشكل سرى من داخل الجماعة والحزب، وأكد أن الشباب لن يلتفت لأى تهديدات.
وأعتبر المهندس هيثم أبوخليل، أحد قيادات الإخوان السابقين، أن الجماعة تشهد أزمة حقيقية لم تشهدها من قبل لأن الأمور تسير داخل الجماعة بطريقة الشخصنة، مؤكدا أن الحل يتوقف على إجراء استفتاء داخل الجماعة حول مرشح الرئاسة.
ودعا شباب الجماعة إلى التحرك وتنظيم وقفة حضارية صامته أمام مكتب الإرشاد فى المقطم، حتى يتم تعديل لوائح وقوانين الجماعة الداخلية بهدف ممارسة «شورى حقيقية»، والتعبير عن الديمقراطية وممارسة حق الشباب فى ديمقراطية حقيقية عن طريق التمثيل وليس التفويض، وشدد على ضرورة تدخل الشباب لإنقاذ الجماعة التى اعتبرها مختطفة.
وقال الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم إخوان أوروبا، عضو لجنة مشروع الرئاسة: «الإخوان ليس لديهم وضوح فى الرئاسة وقالوا إنهم لن يرشحوا أحداً للرئاسة فلماذا يفكرون الآن فيها؟»، ولفت إلى أن الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان قال إنهم يبحثون عن مرشح ذى مرجعية إسلامية وهذا تناقض مع تصريحات الجماعة بأنهم لن يدعموا مرشحاً إسلامياً».
فى سياق آخر، قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية المنبثق عنها حزب النور: هناك محاولات لاتفاق حزبى «الحرية والعدالة» و«النور» على مرشح رئاسى واحد، وإذا اتفقا على مرشح واحد فستنقلب الموازين فى انتخابات الرئاسة وستتغير خريطة الانتخابات. وأكد أن تصويت الملايين للحزبين فى انتخابات مجلسى «الشعب» و«الشورى» كان بناء على حبهم للإسلام، وثقة فى قيادة الحزبين، التى يحاول البعض الآن هزها، وتدميرها.
وأضاف «برهامى» عبر موقع صوت السلف: «إن التسرع بالانفراد فى القرارات المصيرية دليل على عدم تقدير ثقل مسؤولية رئيس الدولة، فإدراك قدر المسؤولية فى اتخاذ مثل هذا القرار يدفعنا إلى الاستخارة وكثرة الصلاة والصوم والصدقة»، وتابع: «لن يكون الاختيار لمجرد رغبة المرشح فى تطبيق الشريعة».
من جهة أخرى، اجتمعت مساء الجمعة قيادات الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ومن بينهم الشيخ محمد حسان ومحمد عبدالمقصود وخيرت الشاطر وطارق الزمر مع منصور حسن، المرشح المحتمل للرئاسة، لمناقشة برنامجه الانتخابى وتقييم خبراته العملية والسياسية، وموقفه من تطبيق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى تقييم موقفه من المجلس العسكرى والحكومة والأحزاب السياسية ولمعرفة موقفه من العلاقات الخارجية العربية والعالمية لمصر.
وقالت «الهيئة» فى بيان لها إن الاجتماع استمر 4 ساعات، وأكدت أنها اجتمعت الأربعاء الماضى مع حازم أبوإسماعيل، المرشح المحتمل للرئاسة للسبب نفسه واستمر الاجتماع 3 ساعات.
وأضاف البيان: «إن علماء الهيئة سيلتقون خلال الأيام المقبلة باقى المرشحين حتى تتمكن من اختيار المرشح الذى ستدعمه لقيادة البلاد».