«الزرايعى نافع»: إسرائيل اهتمت بسيناء أكثر من مصر

كتب: أشرف جمال السبت 17-03-2012 18:16

الزرايعى نافع.. كهل تجاوز التسعين من عمره يمتلك بيتاً شاسعاً على طرف مصر الشرقى فى رفح ولديه ذاكرة شاب فى منتصف العشرين، وزوجة شابة، ويبحث عن بنت الحلال الثانية، لكى تنجب له طفله الـ(15). بعد فاصل من القفشات التى تعكس خفة دم غير عادية، تحدث الشيخ الزرايعى عن الحياة فى السابق، قائلا: «الحياة فى الماضى كانت أفضل من الآن بكثير، فاليوم ورغم التقدم فإن الدنيا مخنوقة، والناس أصبحت صعبة ومشحونة بالهم والمشاكل، وفى الماضى كانت كلمة الرجل عقد، أما اليوم فلا يوجد أكثر من الكلام».

وعن ذكرياته مع الاحتلالين البريطانى والإسرائيلى، يقول: «عاصرت احتلال الإنجليز وكنت فى المقاومة قبل أن أتم الخامسة عشرة من عمرى، ثم انضممت للمقاومة ضد اليهود حتى خرجوا من سيناء». ويضيف: «بالمناسبة العرب يستطيعون هزيمة إسرائيل ومقاومتها، لكن المشكلة أنهم لا يحاربون إسرائيل، لكن يحاربون أمريكا، فنحن نقدر على اليهود إذا تخلت أمريكا عن حمايتهم».

وعن أحوال رفح فى الماضى يقول «الزرايعى»: «إسرائيل اهتمت بسيناء أكثر من اهتمام المصريين بها، وقامت بزراعتها وتغلبت على مسألة نقص مياه الرى بوصلات من بحيرة طبرية، لكن بعد طرد اليهود تحولت كل المزارع والأراضى الخضراء إلى أرض جرداء، حتى إننا أصبحنا لا نجد المياه لنشربها». ويروى «الزرايعى» واقعة حدثت معه وزوجته قبل ثورة يناير بسبب قلة المياه، فقال: «ذات يوم انفجرت ماسورة مياه على الطريق، فذهبت زوجتى لتملأ جركن ماء للشرب من الماسورة المكسورة، وبالصدفة رآها أحد المسؤولين بجانب الماسورة، فاتهمها بالضلوع فى كسرها، وتم القبض عليها متلبسة بجركن الماء لإثبات الجريمة، وحينما علمت بما جرى ذهبت إلى قسم الشرطة وجئت بواسطة لإخراجها، ودفعنا غرامة مائة جنيه». وعن قضية الانتماء يقول «الزرايعى»: «أيام الاحتلال الإسرائيلى دعانى حاكم المنطقة إلى مكتبه وعرض علىّ مبلغ 30 ألف جنيه، وقطعة أرض بديلة وبناء منزل جديد، ثم هددنى بالسلاح لأتنازل عن أرضى الواقعة على الحدود، لكنى قلت له اقتلنى فلن أتنازل عن أرضى، فتركنى». ويضيف: «الغريب أن من باعوا أراضيهم لليهود، هم أنفسهم الذين وقفوا فى أول الصفوف بعد جلاء اليهود، وأول من تم تكريمهم باعتبارهم وطنيين، فى حين أنا والمقاومة الحقيقية من الذين امتنعوا عن بيع أراضيهم أو التعامل مع الإسرائليين، صرنا منسيين، ولم يلتفت إلينا أحد».

وعن رأيه فى رؤساء مصر السابقين قال: «أعرفهم تماماً، فعبد الناصر كان رجلاً جريئاً، والسادات سيظل بطلاً، وأذكر أن إسرائيل نكّست علمها 7 أيام عندما توفى، أما مبارك فلم يعرفنا ولم نعرفه».