كشفت الجلسات الثلاث الأخيرة للمنتدى العالمي السادس للمياه عن ارتفاع حاد في فاتورة استهلاك الغذاء عالميًّا بسبب الانخفاض المتوقع في الموارد المائية بالعديد من مناطق العالم، مشيرين إلى أن مصر «لا تزال تعيش وهم الوفرة المائية»، رغم أنها «تستورد ما يعادل 15 مليار متر مكعب من المياه في صورة منتجات زراعية».
وشدد الخبراء المشاركون في أعمال المنتدى على أنه من المتوقع ارتفاع فاتورة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية من القمح بسبب التغيرات المناخية في مصر وكذلك زيادة معدلات استهلاكها للمياه بنسبة تتجاوز 20%، مشيرين إلى أهمية دعم البحوث العلمية لاستنباط سلالات جديدة من القمح تتحمل درجات الحرارة العالية وتكون قليلة الاستهلاك للمياه.
فيما قال وزير الزراعة الفرنسي في كلمته أمام الجلسة الختامية للمنتدى العالمي للمياه إن إطعام شخص واحد ليوم واحد يتطلب ما بين 3 آلاف و5 آلاف لتر من المياه، مشيرًا إلى أنه من المتوقع عام 2050 فصاعدًا أن يحتاج العالم إلى زيادة 70% من الإنتاج العالمي للغذاء لتلبية احتياجات سكان العالم البالغ عددهم 9 مليارات نسمة.
وأكدت تقارير المنتدى أن هناك نماذج نجاح للأنهار المشتركة في دول العالم، مشيرة إلى أن بعض أحواض الأنهار المشتركة تشهد خلافات حادة في مواقف الدول، خاصة منطقة حوض النيل وعدد من الأحواض المائية في قارة أمريكا الجنوبية.
في سياق آخر، حدثت مشادة كلامية بين وفدي العراق وتركيا، خلال جلسة مساء الجمعة، حيث رفضت تركيا التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لسنة 1997 لتنطيم الموارد المائية في الأنهار المشتركة، بينما أصر العراقيون على ضرورة توقيع اتفاق بين بلادهم وتركيا لضمان حصة مائية من نهر الفرات، متهمين الجانب التركي بـ«الانفراد بمياه النهر في حالة احتياجه لها بينما يصرفها في حالة حدوث فيضانات شديدة تهدد أراضيه، وعندها تتحول العراق لمناطق صرف لمياه الفرات».
إلى ذلك، عرضت إسرائيل خلال اجتماعات المنتدى، الجمعة، إعدادها حلولا لإدارة مياه الصرف الصحي القادمة من المصب، القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية، والتي ينتشر التلوث في العديد من المناطق بها طبقاً للتقارير الدولية التي تم عرضها على المنتدى مثل مناطق «وادي النار والبحر الميت».
ودعا الوفد الإسرائيلي نظيره الفلسطيني إلى إبرام اتفاق مع السلطات الفلسطينية يمهد لإنشاء محطة معالجة في الأراضي الفلسطينية، أو استخدام خطوط الأنابيب الموجودة في تلك المنطقة لإرسال مياه الصرف الصحي، رغم تأكيدات مصادر فلسطينية بمحاولة إسرائيل «حشد الرأي العالمي في قضية موازية بدلاً من حل مشكلة نقص المياه الناتجة عن «سرقتها الموارد المائية في الأراضي الفلسطينية».