حذر جيش الاحتلال الإسرائبلى، فى ذكرى يوم الأرض الفلسطينى، أمس، على أن «يوم القيامة» قد ينفجر من غزة إذا تفشى فيروس كورونا فى القطاع، مشيرا إلى أن الأوضاع الصحية تحتاج إلى تقويمات من إسرائيل حتى لا تنفجر غزة فى وجه سكان غلاف القطاع، فيما أكدت حركة «حماس» أن الفلسطينيين لا يقبلون بهذه المساومة مستقبليا.
ووفق صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، فإن قادة الأمن العسكريين يوضحون للقيادة السياسية داخل إسرائيل بأن الوضع فى غزة يعتبر «شبه الآخرة»، ملوحين بأن غزة قد تصبح بؤرة لتفشى الوباء على المدى القصير أكثر من الجبهة الشمالية للاحتلال، مؤكدين أنه إذا انفجر الوضع فى القطاع سيتحول إلى هجوم فى وجه إسرائيل لم تشهد له تل أبيب مثيلا حتى الآن.
وأكد المسؤول العسكرى بالصحيفة، أليكس فيشمان، أن قادة الاحتلال وضعوا سيناريوهات قد تحدث حال أصيبت غزة بالوباء وهى إطلاق صواريخ وقذائف هاون على مدار الساعة لإجبار إسرائيل والعالم لدعم القطاع لوجيستيا وطبيا، لأن حكومة «حماس» وقتها لن تكون قادرة على التصدى للوباء إذا تفشى، وهذا ما حدث يوم الجمعة الماضى حين أرادت الفصائل إيصال رسالة لإسرائيل نحو غلاف غزة بإطلاقها صواريخ لتذكير إسرائيل بالضغط المحتمل الذى قد يحدث فى هذه المناطق.
أما فى الضفة، فأوضحت الصحيفة أن إسرائيل والسلطة تتعاونان بشكل كامل، وبالتالى فإن المصلحة الإسرائيلية هى السماح لغزة بأن تبقى نفسها خارج موجة الكورونا، مؤكدين أن أهل غزة إذا أصيبوا بالفيروس سيتوجهون نحو المناطق الحدودية بأى ثمن وهذا يعنى أن الوضع سيتحول إلى أمر آخر. وقالت صحيفة «فلسطين»، إن المؤسسة الإسرائيلية، الأمنية والسياسية، لا تخفى حرصها الجدى على عدم انتشار الفيروس بغزة، وهو حرص ليس حبا فى سواد عيون الفلسطينيين، أو إشفاقا على صحتهم، فالحصار الإسرائيلى هو الوباء الحقيقى أكثر من كورونا.
لكن الجهد الذى تقوم به إسرائيل لمواجهة أزمة كورونا فى غزة تسعى من خلاله للحصول على ما تزعم أنه مقابل سياسى وأمنى وعسكرى من حماس، وتحقيق مصالح استراتيجية لها، لا سيما من خلال إنهاء أزمة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة فى غزة، وتحقيق مصالحها الأمنية.