هند صبرى: العمل فى التليفزيون مخيف

كتب: أميرة عاطف الجمعة 16-03-2012 18:06

كشفت هند صبرى عن أن مسلسلها الجديد تجربة شديدة الخصوصية بالنسبة لها، حيث تقدم للمرة الأولى مسلسلاً سياسياً بوليسياً، موضحة أن شخصية «فريدة» المصورة الفوتوغرافية، التى تجسدها فى حلقات العمل تجد نفسها محاطة بظروف صعبة.

وقالت «هند» لـ«المصرى اليوم»: «إن تحمل مسؤولية فيلم أصعب كثيراً من بطولة مسلسل، لأن ممثل السينما ينتظر أن يذهب إليه الجمهور عكس التليفزيون الذى يدخل ملايين البيوت».

ما الذى جذبك لمسلسل «فيرتيجو»؟

- طريقة اختيار هذا العمل تشبه ما حدث مع مسلسل «عايزة أتجوز»، للمرة الثانية أعمل مع شركة الشروق للإنتاج الفنى، والمنتج طارق الجناينى، وبعد «عايزة أتجوز» كانت لدينا أزمة حقيقية فيما سنقدمه، لأن المسلسل مازال يحقق النجاح عند إعادته على القنوات الفضائية، وكان من الصعب أن نجد عملاً بنفس القوة، وبدأنا نقرأ نصوص بعضها كان جيداً، لكن لم يكن لدينا الوقت لتطويرها، والبعض الآخر لم يعجبنا، وكنا نقرأ بعض الأعمال الأدبية، خاصة أننى أحب الرجوع لمصدر أدبى، خاصة لو كان أدباً معاصراً، لأن أدباءنا الكبار تم استهلاكهم سينمائياً وتليفزيونياً، وهناك شباب حالياً يحاولون الكتابة، لكن للآسف من يقرأون حالياً عددهم أقل من زمان، لذلك الأدباء الشباب مظلومون أكثر من جيل نجيب محفوظ وطه حسين، وأتمنى أن ننصفهم، لأن بعضهم يكتب بشكل جيد جداً، و«عايزة أتجوز» مثلاً عندما تم تحويله لمسلسل قرأ عدد كبير من الناس الكتاب، وعندما قرأت «فيرتيجو» قلت: لماذا البطل فى الرواية رجل وليس إمرأة، وتحدثنا مع المؤلف أحمد مراد، وقمنا باستئذانه فى أن يصبح البطل امرأة ووافق، وهو مستشارنا فى السيناريو، الذى يكتبه المؤلف محمد ناير، لأنه لم يكن متاحاً أن نغير فى «الحبكة» والشخصيات دون الرجوع إليه، ووجدت أن «فيرتيجو» أنسب عمل يمكن أن أقدمه هذا العام، والمسلسل إخراج عثمان أبولبن، ويشارك فى بطولته يسرا اللوزى وسيد رجب وناهد السباعى ونضال الشافعى ويوسف فوزى، وعدد من الوجوه الجديدة، وأنا سعيدة بوجودهم.

هل أنت مهمومة بتقديم وجوه جديدة؟

- بالتأكيد، لأن الدراما التليفزيونية حالياً أقوى كثيراً من السينما، سواء على مستوى النص أو الإخراج، وحتى التقنيات فى التليفزيون أصبحت تفوق السينما، والمبالغ المرصودة للإنتاج أكثر كذلك من السينما، وتقديم وجوه جديدة للناس أصبح متاحاً بشكل أكبر فى التليفزيون، وعندما أقدم عملاً يهمنى أن يكون مختلفاً دون أن يكون فيه غربة مع الناس، وألا يصلهم إحساس بأنهم يشاهدون مسلسلاً أجنبياً، فنحن نريد أن نقدم مسلسلاً شديد المصرية، ويخاطب جمهوراً عربياً، وفى نفس الوقت كتاب «فرتيجو»، الذى صدر قبل الثورة متشبع بما كان يحدث فى مصر.

ماذا عن ملامح شخصية فريدة التى تقدمينها فى المسلسل؟

- «فريدة» مصورة فوتوغرافية، وهى شخصية عادية وجدت نفسها فى ظروف غير عادية، وهذا ما يجعلها متميزة لدرجة أنها تصلح بطلة لعمل من 30 حلقة، فهى تشاهد جريمة قتل وهذه الجريمة يترتب عليها بقية الأحداث.

هل معاييرك فى اختيارك لأعمالك فى التليفزيون مختلفة عن السينما؟

- موضوع «عايزة أتجوز» على سبيل المثال كان من الصعب تقديمه فى السينما، لأنه لا يمكن فى ساعة ونصف الساعة أن أحقق التعاطف الذى حدث مع شخصية «علا»، فالجمهور عاش معها 30 يوماً وشعر بأنها واحدة منه، لكن المعايير نفسها لا تختلف، وأهم شىء بالنسبة لى أن أشعر بأن الشخصية مكتوبة بطريقة تجعل الناس تفهمهما وتحدد مسارها، وهذا بالنسبة لى موجود فى السينما وفى التليفزيون.

كيف ترين المنافسة الدرامية خلال شهر رمضان فى ظل وجود نجوم كبار مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز؟

- كل ما أفكر فيه هو أننى أنافس هند صبرى فى «عايزة أتجوز»، ولا أفكر أننى أدخل فى منافسة مع هذه الأسماء الكبيرة، لأن لديها تاريخ عند الجمهور لم أصل إليه، وأهم شىء بالنسبة لى أن يقول كل من يشاهد المسلسل أنه يستحق المشاهدة بالفعل، ومن الممكن أن يأخذ العمل فرصته بعد فترة، فنجاح «عايزة أتجوز» الكبير كان بعد رمضان، لأنه وجد فرصة أكبر لمتابعته عكس الوضع فى رمضان، حيث دخل المنافسة أسماء كبيرة ومسلسلات مهمة والجمهور كان يعطيها الأولوية.

أيهما أصعب تحمل مسؤولية فيلم أم مسلسل؟

- بالتأكيد تحمل مسؤولية فيلم أكثر صعوبة، لأن متابعة السينما تحتاج إلى ذهاب المشاهد لدار العرض، بينما العمل التليفزيونى يدخل البيوت ومن الممكن أن يشاهد الجمهور هند صبرى أو لا يشاهدها، وممثل السينما لا يعرف إن كان الجمهور سيذهب لمشاهدته أم لا، ففى «أسماء» مثلا كان مغامرة كبيرة، لأنه لأول مرة منذ سنوات تكون البطلة المحورية على شاشة السينما امرأة، فضلاً عن عرض الفيلم فى ظروف صعبة سياسياً وأمنياً، وحقق الفيلم إيرادات «مش بطالة»، فى ظل ظروف عرض الفيلم وطبيعة موضوعه جعلنى أطمئن بأن هناك أشخاصاً، حتى لو كانوا قليلين، نزلوا من بيوتهم لكى يشاهدوا «فلانة»، لأنها تقدم أفلاماً تحترم عقولهم.

هل كنت حريصة على التنوع فى أعمالك التليفزيونية ما بين مسلسل اجتماعى فى «بعد الفراق».. وكوميدى فى «عايزة أتجوز».. وبوليسى فى «فيرتيجو»؟

- المسألة ليست صدفة بكل تأكيد، ففى مسلسل «بعد الفراق»، وهو أول تجربة تليفزيونية لى، كنت حريصة على تقديم قصة تقليدية، حيث أردت دخول البيوت بقواعد اللعبة الموجودة، والجمهور أعجبه «بعد الفراق» واطمأن لـ«هند»، وكان لوجود خالد صالح دور مهم، لأنه قبل ذلك قدم مسلسلين أو أكثر، وكان لديه جمهوره، كما أن المخرجة شيرين عادل نجحت فى تقديم عمل اجتماعى ناجح، وبعد أن شعرت بالاطمئنان قررت أن أخوض تجربة مختلفة فقدمت «عايزة أتجوز»، و«فرتيجو» أيضا مختلف لأننى لم أقدم موضوعاً سياسياً أو بوليسياً.

ما الذى أضافته الدراما التليفزيونية لهند صبرى؟

- أضافت لى الكثير، فأنا دخلتها فى وقت متأخر، لأنى بنت السينما، والعمل فى التليفزيون مخيف لأنه يمنح الممثل انتشاراً كبيراً، ورصيداً ضخماً من الصعب أن يحققه فى السينما، إلا لو قدم فى السنة 60 فيلماً، صحيح أن السينما لها بريقها الخاص وتمنح الممثل الإحساس بالنجومية، لأن نجم السينما الناس تذهب إليه خصيصاً ويكون هناك إحساس بأنهم لا يروه كل يوم، بينما التليفزيون يجعله شعبياً أكثر، وأنا «عمرى ما حبيت» بعض الفنانين الذين يتعالون على الجمهور، حتى البعض يسألوننى لماذا تقدمين أحيانا أفلاماً تجارية؟ فأجيبهم بأننى لا أحب التعالى على الجمهور، وليس عيباً أن يحب الناس أعمال جماهيرية وشعبية، وليس عيباً أيضاً أن يذهب إليهم الممثل، خاصة أنه بعد فترة من يشاهدونى فى التليفزيون من الممكن أن يذهبوا لمشاهدتى فى السينما عندما أقدم لهم فيلما مختلفا مثل «أسماء»، ولا أرى تناقضاً فى أن أقدم فيلماً تجارياً، وبعده أقدم فيلماً شديد الخصوصية، كما لا أرى تناقضاً بين تقديم عمل سينمائى وآخر تليفزيونى، خاصة أن تكنيك العمل فى التليفزيون أصبح متطوراً وجذب مخرجى السينما.