في لقاء عاصف جمع الجالية المصرية في الكويت، الأحد، بمساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، السفير أحمد راغب، فتح الحضور العديد من الملفات الشائكة، وعلى رأسها تعرض بعضهم للتعذيب في أقسام الشرطة الكويتية.
وبينما كان السفير يؤكد أنه «من الآن فصاعدا لن يكون مقبولاً الاعتداء على كرامة المصريين»، مشيرا إلى أن «المعاملة بالمثل ستكون هي الخيار المناسب»، فوجئ مساعد وزير الخارجية والوفد الوزاري المرافق له بشكوى إحدى الأسر المصرية المقيمة في الكويت من تعذيب أحد أبنائها «طالب بكلية الهندسة» على مدار 21 يوما، بدأت في 26 يناير الماضي.
وقال الابن مخاطبا مساعد وزير الخارجية: «قام الضباط بتصويري عاريا وعذبوني واحتفلوا عليا، بينما كانت مصر تحتفل بذكرى الثورة»، وكشف آخر عن تعذيبه لمدة 3 أيام داخل أحد المخافر، على خلفية اشتباكه مع زملاء له في السكن.
وعقب اللقاء، أوضحت الأم في حديث لـ«المصري اليوم» أن صاحب السكن الذي تقيم فيه، وهو موظف بأحد أقسام الشرطة، أراد طردهم من السكن، وإزاء رفض الأسرة اعتدى عليها وزوجها وابنها، وتسبب للأخير بعاهة مستديمة.
وأضافت أنها حين ذهبت لتسجيل بلاغ، تحول الأمر برمته ضدهم، وتم احتجازهم وتعذيب نجلها وصعقه بالكهرباء لمدة 21 يوما، تم تهديهم خلالها بتلفيق كل التهم بالإضافة إلى الاعتداء عليهم داخل الحجز بشكل منظم.
وأوضحت:«ضربوني أمام زوجي وابني وقاموا بضرب نجلي وهو مقيد وتعذيبه وصعقه بالكهرباء، وكذلك الاعتداء على زوجي وتهديده بإيذائي ولم يتم الإفراج عنا إلا بعد أن هددت نجلتها بإبلاغ السفارة المصرية باختفاء أسرتها».
من جانبه، أكد راغب أنه سيتم بحث كل هذه القضايا وحسمها خلال لقائه وزير الداخلية الكويتي، الإثنين.
وأضاف راغب، الذي رافقه وفد مكون من ممثلين عن وزارات الدفاع والجمارك والخارجية والقوى العاملة والتربية والتعليم والداخلية والأحوال المدنية، في إطار جولة خليجية يقوم بها الوفد حاليا أن «الزملاء في السفارة والقنصلية اشتكوا كثيرا من أن السلطات الكويتية لا تقوم بإبلاغهم فور القبض على مصريين»، مشيرا إلى أنه في حال عدم استجابة السلطات الكويتية ستكون المعاملة بالمثل أحد الخيارات المطروحة».
وطالب الدبلوماسي، الجالية بسرعة إبلاغ السفارة أو الخارجية بأي شكوى أو تجاوز بحقهم، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على زيارة دورية لمسؤولي السفارة للسجون الكويتية للاطلاع على أوضاع المصريين بها.
وشهد اللقاء العديد من الخلافات وتعالت أصوات أبناء الجالية، ووصل الأمر إلى حد تدافع الحضور على «الميكروفون»، وهو ما أدى إلى تعليق اللقاء لأكثر من ربع ساعة، هدد خلالها سفير مصر في الكويت عبد الكريم سليمان بإنهاء اللقاء، وسط غضب أبناء الجالية.