كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الاجتماع التشاورى بين وزراء الخارجية العرب ووزير خارجية روسيا سيرجى لافروف فشل فى إقناع الأخير بتغيير موقف بلاده من الأزمة السورية، مشيرة إلى أن الأوضاع فى سوريا لا تنبئ بإيجاد حل على المدى القريب، وأن القضية تزداد تعقيدا.
قالت المصادر، التى طلبت عدم ذكر اسمها لـ«المصرى اليوم»: «الاجتماع لم يحقق أى توافق حقيقى فيما يخص تغيير الموقف الروسى من الأزمة السورية، حيث أصر وزير خارجية روسيا على موقف بلاده من رفض أى تدخل خارجى فى سوريا أو إرسال قوات حفظ سلام عربية وأممية، وكذلك مسألة نقل السلطة من الرئيس السورى إلى نائبه، وهو ما أدى إلى حدوث مشادات بين عدد من وزراء الخارجية العرب والوزير الروسى». وأضافت أن «الأزمة السورية تزداد تعقيدا ولا تبشر بالتوصل إلى حل فى المدى القريب، خاصة مع ما بدا خلال الاجتماع من إصرار الروس على موقفهم.. فروسيا تعتبر أن سوريا ورقة مهمة جدا لها فى المنطقة ولن تسلمها بسهولة، وتتيح لها التواجد فى المنطقة وتقدم لها تسهيلات كبيرة فى ميناءى طرطوس واللاذقية بالإضافة إلى القاعدة العسكرية الروسية فى بنياس».
وحول مدى التوصل إلى توافق حول إصدار قرار جديد فى مجلس الأمن خلال الفترة المقبلة قال دبلوماسى عربى لـ«المصرى اليوم» إن «هناك مفاوضات تجريها المجموعة العربية بالاشتراك مع الجانب الأوروبى فى مجلس الأمن حاليا لاستصدار قرار جديد خاص بالأزمة السورية».
وأوضح أن ذلك يعقد من الأمور ويحول دون التوصل إلى توافق عربى روسى يتواءم مع وجهة النظر الروسية، لأنه لا يمكن المساواة بين «الضحية والجلاد»، كما أن صدور قرار من مجلس الأمن بهذه الصيغة، والتنازل عن بعض بنود مشروع القرار العربى السابق، يعنيان «تفريغ مشروع القرار العربى من مضمونه».
واعتبرت المصادر أن كل الجهود تنصب حاليا حول ممارسة مزيد من الضغوط العربية والدولية على الجانب الروسى كى يحاول إقناع الأسد بقبول المبادرة العربية، متسائلة: ولكن ما مدى قدرة الجانب الروسى على إقناع الرئيس السورى بذلك؟ خاصة أنه يبدو أن «بشار» حسم أمره وقرر مواصلة طريق العنف للنهاية، وقرر اقتحام المدن باستخدام المدفعية والدبابات وكذلك الطائرات.