فنان «البانتوميم» عمرو عبدالعزيز فاجأ ركاب مترو الأنفاق يوم الجمعة الماضى بتقديم مجموعة من المشاهد التمثيلية الصامتة من فن «البانتوميم». لمدة ساعتين أمام العربة الأولى من محطة «الأوبرا» فى اتجاه الجيزة، وبعد لحظات من الدهشة بدأ الجمهور يتفاعل مع العرض، ليفاجأ بعرض فنى آخر للفنانتين منى الشيمى وسندس شبايك.
يأتى العرض ضمن سلسلة من العروض الفنية التى تقدمها الفرق المستقلة فى الشوارع والميادين العامة ضمن مشروع «شوارعنا»، الذى تنظمة «محطات للفن المعاصر» بالتعاون مع معهد الحوار المصرى الدنماركى، بهدف كسر احتكار الأماكن المغلقة للعروض الفنية والخروج بها إلى الشارع ليتفاعل معها الجمهور.
ويسعى المشروع، الذى بدأ فى يناير الماضى ومن المقرر أن يستمر حتى 23 يونيو المقبل، إلى نشر ثقافة فن الشوارع والميادين، وإعادة انتماء الشارع إلى المواطن. ويقول القائمون على المشروع إن «الشوارع المصرية لم تكن على مدار العقود الماضية ملكا للمواطن ولأسباب أمنية لم يسمح للمصريين بالتجمع بأعداد كبيرة فى الشوارع، حيث كان النظام يعتبر تجمع أكثر من شخصين تحت شجرة أو فى ميدان تهديدا للأمن، مما جعل إقامة أنشطة ثقافية فى الشوارع تحديا وأمرا نادرا».
ويؤكد القائمون على المشروع أنه فى أعقاب ثورة 25 يناير تغير الوضع، وأصبحت الشوارع والميادين جزءا من الحركة الفنية، وتحول الفن التفاعلى إلى جزء من حياة المواطن المصرى.
وتتنوع العروض الفنية المقدمة ما بين «فن الترانزيت» الذى يشمل فن البانتوميم، والحفلات الموسيقية، والأراجوز، وكذلك يشمل المشروع عروضا سينمائية للأفلام القصيرة والفيديوهات التى تحمل طابعا فنيا وذلك بهدف دعم السينمائيين المستقلين بعرض أعمالهم فى أماكن عامة، ويتضمن المشروع نشاط «توقف وارقص» حيث سيقوم مجموعة من الراقصين بمفاجأة راكبى مترو الأنفاق والمارة بمداخلات راقصة بأسلوب الظهور الخاطف «فلاش موب».
و«محطات للفن المعاصر» هى مبادرة فنية متعددة الثقافات تأسست على يد خمسة أفراد من خلفيات ثقافية متباينة، تهدف إلى الخروج بالفن من الأماكن المغلقة إلى الساحات المفتوحة.