رحلة «جورج كلونى» لاستعادة أسرته فى هاواى

كتب: ريهام جودة الأحد 11-03-2012 17:03

يمكن لحادث واحد أن يقلب حياة أى شخص، بل يمكن لحادث واحد أن يكشف حقيقة الحياة الخادعة التى تعيشها وتعتقد أنها مثالية، حول هذا المعنى تدور فكرة الفيلم الأمريكى «الأحفاد» الذى بدأ عرضه فى مصر مؤخرا، ورشح لست من جوائز الأوسكار، فاز منها بجائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس فقط، وهو بطولة «جورج كلونى» و«شالين ودلى» و«أمارا ميللر» و«نيك كروى»، وقد حصل أيضا على جائزة «جولدن جلوب» كأفضل فيلم درامى، كما حصل بطله «جورج كلونى» على جائزة «جولدن جلوب» كأفضل ممثل لفيلم درامى. وتدور أحداثه حول «مات كينج» الزوج والأب لفتاتين، الذى يجبر على إعادة النظر فى ماضيه وإحداث تغيير تام فى مستقبله، عندما تصاب زوجته فى حادث قارب وتدخل فى غيبوبة مستمرة، حيث يحاول أن يصلح علاقته بابنتيه «سكوتى» الصغيرة و«ألكسندرا» المراهقة المتمردة، التى ترفض السيطرة على حياتها،

وفى الوقت نفسه يخوض «مات» صراعا مع أقاربه لاتخاذ قرار بيع أرض عائلته، حيث إنه يعتبر بارون الأراضى فى مدينة هاواى الساحلية، نظراً لما تمتلكه عائلته من كم هائل من شواطئ وأراض على الشاطئ الاستوائى والتى لا تقدر بثمن، ومع اقتراب الأم من الموت يحاول الأب جمع الأسرة، ولكن «ألكسندرا» الابنة الكبرى تلقى قنبلة فى وجهه فى محاولة لجرحه، وهو أن والدتها كانت تعيش قصة حب وعلى علاقة غير شرعية بآخر قبل وقوع الحادث، الصدمة تجعل «مات» يحاول أن يلقى نظرة على حياته لمعرفة الأسباب وراء حدوث ذلك، ومن القرارات المهمة التى يجب أن يتخذها فى حياته، يقرر «مات» أن يذهب فى رحلة بحث فى جزر «هاواى» ويصطحب معه ابنتيه للبحث عن حبيب أمهما ومواجهته، وأثناء الرحلة التى تمتلئ بالضحك والكوميديا الرائعة، يدرك فى النهاية أنه فى الطريق الصحيح لإعادة بناء أسرته وحياته مرة أخرى وبشكل صحيح.

الفيلم مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة الأمريكية «كاوى هارت همينجز»، وهى من هاواى، وكان المخرج «ألكسندر باين» قد قرأها وجذبته على الفور التناقضات الحادة بها، وصورة الرجل الذى يتصارع مع أسوأ الأخبار وأكثر المواقف صعوبة، ومعظم القرارات المستحيلة فى حياته، يقول «باين» القصة جذبتنى لأنها عاطفية يمكن حدوثها فى أى مكان، ولكن ما جعلها فريدة من نوعها أنها تحدث فى هاواى أكثر الأماكن رفاهية فى العالم، ورغم أن الرواية تدور فى عالم محدود جدا إلا أنها عالمية فى ذات الوقت، وأنا أحب الأفلام التى تدور فى مكان معين.

وعندما قرر «باين» أن يخرج الرواية ويحولها إلى شاشة السينما وجد أن أفضل طريقة أن يعيد كتابتها بنفسه، وشاركه «نات فاكسون» و«راش جيم»، وجعل الفيلم يعتمد على رحلتين متوازيتين، رحلة العائلة لاكتشاف أسرار الزوجة وإيجاد الحبيب الغامض لها، ورحلات الأصدقاء لسرير الزوجة التى فى غيبوبة بعد حادث المركب الذى تعرضت له، وصور «باين» الفيلم بكاميرا واحدة وعدسة واسعة لم يستخدمها فى أفلامه السابقة منذ فترة طويلة، وقد بدت وكأنه يقدم قصة حقيقية عن أشخاص واقعيين، لهذا حرص مدير التصوير على تحقيق وجهة نظر «باين» طوال الوقت فكانت الإضاءة دائما طبيعية، ويقوم بتصوير المشاهد على نطاق واسع فيظهر السكان الحقيقيين للمدينة فى خلفية المشاهد، ويستغل كل شىء طبيعى فى المكان حتى لو كانت شجرة لإعطاء الفيلم الرؤية الإنسانية التى يريدها المخرج.

وقد ساعدت كاتبة الرواية أسرة الفيلم فى دخول منازل السكان الأصليين ومشاهدة كيف يؤثثونها، وشكل المنازل، ويتحدثون مع سكانها ويتعرفون على تاريخ العائلات، ولم يتم بناء أى ديكور إلا الشجرة التى تميز الساحة الأمامية للمنزل والتى توجد فى الرواية.

يذكر أن الفيلم تكلف 20 مليون دولار فقط، فى حين حقق 75.6 مليون دولار منذ عرضه قبل شهرين فى الولايات المتحدة.