قوات الأسد تكرر سيناريو «مجازر حمص» فى «إدلب»

كتب: عنتر فرحات, وكالات الأحد 11-03-2012 22:24

كثف الجيش السورى من حربه على العديد من المدن السورية الأحد وأبرزها إدلب وحمص وضواحى دمشق وحماة وحلب مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتعرضت مهمة المبعوث الدولى والعربى لسوريا كوفى عنان لانتكاسة قوية بعد أن رفض كل من الرئيس السورى بشار الأسد والمعارضة فى داخل سوريا مقترحاته بالحوار للخروج من الأزمة، بينما شهد الموقف الروسى تحولا نوعيا خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية بإعلانه قبول نقل الأسد صلاحياته لنائبه فى إطار المبادرة العربية.

ودارت معارك واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السورى الحر فى عدة مدن أبرزها إدلب بعد أن اقتحمها الجيش مخلفا عشرات القتلى من المدنيين والجنود المنشقين. وأسفرت المواجهات فى إدلب عن مقتل 99 شخصاً السبت  بينهم 39 قتيلا من الجيش الحر و20 من القوات النظامية ونحو 40 مدنيا السبت  حيث ينفذ الجيش نفس سيناريوهات القصف والاقتحام والقتل العشوائى وهدم المنازل وحملات المداهمات فى إدلب على غرار المجازر التى ارتكبها فى حمص، وقال نشطاء فى المدينة إن قيادات عسكرية أمهلت سكان قرية بنش بإدلب 24ساعة لتسليم أسلحة المسلحين، وقال نشطاء إن إدلب تتعرض لقصف شرس ومتواصل يقدر بنحو قذيفتان كل دقيقة مما أسفر عن هدم عشرات المنازل وأن عدد الدبابات التى تحاصر إدلب أكثر من عدد الجنود المنشقين.

واندلعت اشتباكات ضارية بين الجانبين فى أحياء بالعاصمة دمشق وسمع دوى إطلاق بعد أنباء عن انشقاق عدد من أفراد الجيش أثناء إطلاق النار على مظاهرة فى جوبر. واقتحمت الدبابات مجددا مناطق الجيزة وطفس وبصرى الحرير بدرعا، ودارت فيها اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامى. وقال قائد الجيش السورى الحر العقيد رياض الأسعد إن المنشقين أسقطوا مروحية للجيش النظامى ودمّروا 6 دبابات فى إدلب، وأكد أن الجيش النظامى بدأ ينهار معنويا، بسبب المواجهات اليومية بين الطرفين، وأن عدد عناصر «الجيش الحر» بلغ نحو 70 ألفا، بينهم 5 ضباط برتبة عميد»، وقال إن حواجزنا منتشرة بكثافة على 60% من المناطق السورية. بدوره، دعا أمين سر المجلس العسكرى للجيش الحر النقيب عمار الواوى إلى تصعيد العمل الثورى بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة، وحث الجاليات العربية والأجنبية على مغادرة الأراضى السورية قبل إغلاق المطارات. وأكد مفتى السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أنه لو ثبت وصول الدعم بأمانة ودقة إلى الجيش السورى الحر فإن هذا الدعم يعتبر من الجهاد فى سبيل الله. من جانبه، التقى عنان الرئيس السورى مجددا بعد الانتكاسة التى تعرضت لها مقترحاته بوقف العنف وبدء حوار شامل بين السلطة والمعارضة، وتأكيد الأسد له بأن أى حوار لن ينجح فى ظل وجود من سماهم الجماعات الإرهابية وإصرار المعارضة على رحيل الأسد كجزء من حل الأزمة، والتقى عنان مجموعات معارضة الأحد ومفتى الجمهورية السورية وممثلين عن مختلف الطوائف الدينية وأعرب عن قلقه الشديد لاستمرار القمع الدامى للمحتجين، فيما انتقد عبدالحليم خدام، النائب السابق للرئيس السورى، دعوة عنان المعارضة للحوار مع النظام فى ظل القمع والقتل. وفى تطور إيجابى وخلال اجتماع مجلس الجامعة العربية بالقاهرة السبت ، صرّح مصدر دبلوماسى عربى بأن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف وافق على اعتماد المبادرة العربية التى تنص على نقل صلاحيات الأسد إلى نائبه.