الإنسانية محمود.. «صانع الحياة» الذى تنبأ بوفاته

كتب: مصطفى المرصفاوي السبت 10-03-2012 17:01

محمود سليمان 20 عاماً، أحد طلاب كلية هندسة الزقازيق، وأحد أعضاء مبادرة صناع الحياة لمحو الأمية، التى يشارك فى تأسيسها الداعية د. عمرو خالد، مضى فى طريقه إلى بورسعيد مرددا «ويوم ما أبطل أشجع أكون ميت أكيد»، ولم يتوقع أنه سيسافر إلى بورسعيد لتشجيع فريقه، ولن يعود.

شارك فى ثورة 25 يناير بالشرقية، وسافر إلى القاهرة صباح يوم «موقعة الجمل»، وشارك فى الاعتصام هناك حتى رحيل «مبارك».. لم يترك معركة طوال العام الماضى إلا وشارك فيها.. يسافر إلى القاهرة مسرعاً تاركاً أسرته فى الشرقية للوقوف فى مواجهة رجال الأمن المركزى والقوات المسلحة، وبعد حالة الإحباط التى سيطرت على العديد من الشباب وضع «محمود» صورته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» مع وضع شريط أسود أعلى الصورة معلقاً أسفلها «دى صورتى وعليها شريط الحداد علشان ماحدش يتعب لما أموت ويعملى صورتى»، وبعدها بـ4 أيام فقط، كان ما كان.

هو مثال الإنسانية بين أصدقائه وأسرته، لا يتوقف عن فعل الخير، ولا مساعدة الفقراء والمحتاجين، وفقا لروايات أصدقائه عنه. كان أحد أبرز أعضاء مبادرة «صناع الحياة» لمحو الأمية، يشارك فى جميع الفعاليات الخاصة بالمبادرة يسافر إلى جميع المحافظات لإلقاء دروس محو الأمية، وأيضاً دروس خصوصية مجانية للمحتاجين فى مدينة الزقازيق، وهو ما رواه فى أحد دروسه بعد الحادثة الداعية عمرو خالد.

كان واحداً من أهم أعضاء حركة الألتراس، الذين يتبنون وقف العنف بين مجموعات الألتراس، حيث يشير أحد أصدقائه إلى أنه كان داعماً بقوة لمبادرة وقف العنف بين مجموعتى ألتراس الزمالك والأهلى، التى تم الإعلان عنها قبل 6 أيام من الحادث.

يؤكد والده أن «محمود» كان دائم النشاط، لا يتوقف عن ممارسة فعل الخير ليلاً ونهاراً، يعطى دروس فصول محو الأمية، ولا يتوقف عن تشجيع النادى الأهلى ولا عن السفر وراءه، ورغم علمه بأن مباراة بورسعيد «تحمل طابعاً خاصاً، وأن تلك المباريات تحمل العديد من المشاكل دائماً»، فإنه لم يستطع أن يطلب منه عدم السفر، لأنه كان يعلم إصراره وحبه للنادى الأهلى، حتى شاهد ما حدث خلال المباراة. بعد الحادث روى الداعية الإسلامى عمرو خالد خلال إحدى الأحاديث الاعلامية عن الشهيد، وعن دوره البارز فى المبادرة، وكيف كان يبذل مجهوداً ضخماً فى فصول محو الأمية.