فرضت ثورات الربيع العربى نفسها على قمة توصيل العالم العربى، التى اختتمت أعمالها فى العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء ، واتفق المشاركون من رؤساء الدول والوزراء ورؤساء الوفود، على أن تكنولوجيا المعلومات سلاح العصر الحالى، وأكدوا أنه من خلالها تم إسقاط أنظمة سياسية امتد حكمها لسنوات.
شهدت القمة مشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات العربية، وتقدموا للقمة بمشاريع جديدة للاستثمار المشترك بين الحكومات العربية فى القطاع الخاص، تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار، منها نحو 23 مشروعاً تقدمت بها مصر فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة تقترب من 50٪، من إجمالى المشاريع المعروضة على القمة، وأبرزها تطوير المحتوى العربى على الإنترنت إضافة إلى مشاريع أخرى متعلقة بالبنية التحتية للقطاع.
أكد الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الحكومة المصرية وجهت الدعوة للدول العربية للمشاركة فى اجتماع بالقاهرة، لوضع آليات تنفيذ مبادرة توثيق التراث العربى وتابع: «لا يمكن أن ننتظر حتى ينقذ (الآخرون) تراثنا الحضارى والتاريخى».
وقال «سالم» إننا لا نشعر بأى حساسيات فى التعامل مع الأقطار العربية، بما فيها قطر، وأعرب عن أسفه لعدم وجود مشروعات مشتركة بين القاهرة والدوحة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكشف عن بدء محادثات مع الجانب القطرى منذ فترة لفتح صفحة جديدة من علاقات التعاون بين البلدين، ودعا إلى طرح خلافات الماضى، والالتفات إلى المستقبل.
وشاركت مصر فى القمة بوفد رفيع المستوى ترأسه الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذى ألقى كلمة مصر خلال القمة، نيابة عن المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، وقال من خلالها إن الشباب فجر ثورة 25 يناير باستخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تأكيداً على طابعها السلمى ونقضاً لكل الأدبيات النظرية، التى قارنت بين الثورة والعنف.
وقال الوزير: هناك استثمارات كبيرة تدفقت على قطاع الاتصالات، رغم الاضطرابات التى اجتاحت البلاد بعد ثورة 25 يناير، مما يؤكد أنه رغم أن قطاعات أخرى تضررت من الثورة، فإن قطاع الاتصالات يشهد نمواً متواصلاً ومنافسة كبيرة، وتوقع أن يعود قطاع الاتصالات إلى سابق الأرقام القوية التى حققها قبل الثورة والأزمة المالية العالمية، التى تمثلت فى استثمارات بلغت 14 مليار جنيه خلال العام المالى 2008/2009.
وقال الوزير إن استراتيجية الوزارة فى الفترة المقبلة حتى 2017، تتضمن الحفاظ على معدلات النمو بالقطاع من 7-10٪، خلال الـ5 سنوات المقبلة، مع زيادة مساهمة قطاع الاتصالات فى الناتج القومى، لتصل إلى 5٪ من العائد السيادى للدولة وصادرات تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات وعائدات الملكية الفكرية «2.5 مليار دولار من صادرات التعهيد و1 مليار دولار من عائدات الملكية الفكرية، بجانب الوصول بحجم الاستثمارات إلى 55 مليار جنيه بزيادة 20٪ مع نمو قطاع البريد، كوعاء أساسى للادخار فى مصر بزيادة سنوية تقدر بنحو 15٪ فى المتوسط».
كان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى قد أعلن خلال فعاليات القمة أن ثورات الربيع العربى فرضت تغييرات جذرية على الخريطة العربية، ولعبت التكنولوجيا فيها دوراً كبيراً ولابد من تطويعها فى الفترة المقبلة، لخلق فرص العمل ومحاربة الفقر لتحقيق التنمية الشاملة.
وأكد الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية أن هذه القمة تعد الأولى منذ اندلاع ثورات الربيع العربى، وتابع: هناك أحداث غير مسبوقة تشهدها الساحة العربية حالياً، ونجح الشباب العربى فى استخدام التكنولوجيا سلاحاً بصورة أذهلت العالم كله.
وقال رئيس جمهورية جزر القمر عمر إسماعيل جيله: هناك تفاوت كبير بين الدول العربية فى مجال الاتصالات، وتقديرات الاتحاد الدولى للاتصالات تشير إلى أن 30٪ فقط من سكان العالم العربى متصلون بالإنترنت، وأقل من 2٪ لديهم النطاق العريض للإنترنت.
وقال أمين عام الاتحاد الدولى للاتصالات الدكتور حمدون توريه إن حجم المشاريع المعروضة على القمة تتجاوز استثماراته الـ50 مليار دولار.