«واشنطن»: المفاوضات مستمرة لإسقاط التهم فى قضية «التمويل» وتسجيل المنظمات

كتب: فاطمة زيدان الأربعاء 07-03-2012 19:16

جددت وزارة الخارجية الأمريكية مخاوفها من عدم تسوية قضية المنظمات غير الحكومية بشكل كامل، وتسجيلها فى مصر، مؤكدة أن المفاوضات ما زالت مستمرة، لإسقاط التهم عن الناشطين تماماً.


قالت المتحدثة باسم الوزارة، فيكتوريا نولاند، خلال الموجز الصحفى اليومي، الثلاثاء، إن الأمر لم يكن سهلاً منذ البداية فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية مع مصر، فى ظل ما سمته «حالة الغضب المنصبة على بلادها»، وأضافت: «انخرطنا فى المناقشات طوال هذه الفترة عن أهمية محاولة تطبيع وتوضيح الإجراءات القانونية التى تعمل بموجبها المنظمات فى مصر، وجهودنا مستمرة، لنفعل ما فى وسعنا لتسجيلها»، واعتبرت أن هذه المنظمات لعبت دوراً حاسماً فى توفير الشفافية والشرعية للانتخابات البرلمانية، وسيكون لها دور خلال الانتخابات الرئاسية.


فى سياق متصل، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وصفتهم بأنهم رفيعو المستوى قولهم إن أمريكا تبحث عن شريك فى مصر، لتعتمد عليه فى تحسين العلاقات المتدهورة عقب القضية، واعتبروا أن عدم وجود هذا الشريك يشكل عقبة رئيسية أمام العلاقات المصرية الأمريكية التى تمر بمرحلة صعبة.


وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يأملون فى أن يتغير اللاعبون الرئيسيون على الساحة المصرية عقب انتخاب رئيس جديد، لكنهم يعلمون أيضا أنهم سيتعاملون مع مراكز قوى مختلفة وغير معروفة للسلطة، موضحة أن هدف المسؤولين الآن هو بناء وتعزيز العلاقات مع قادة مصر الجدد.


ورأت الصحيفة أنه فى ظل وجود البرلمان المنتخب حديثاً الذى يهيمن عليه الإسلاميون، يعى المسؤولون الأمريكيون أن المرحلة الانتقالية ستدخل مرحلة حرجة خلال الشهرين المقبلين، مع صياغة الدستور الجديد والانتخابات الرئاسية.


قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» إن مصر والولايات المتحدة تعملان على إصلاح العلاقات بينهما، بعد الأزمة التى عصفت بتحالفهما الاستراتيجى، لافتة إلى أن القضية تعد بمثابة تذكير بمدى حالة التشابك التى تعانى منها السياسة المصرية بعد عام من الثورة.


وقال سام لحود، نجل وزير النقل الامريكي، وأحد الشخصيات الأمريكية المتهمة فى القضية، والذي غادر القاهرة الأسبوع الماضي، إنه يشعر بسعادة غامرة لمغادرته البلاد، بعد أسابيع من حظر سفره، واصفاً مصر بأنها بلاد تعانى من فراغ فى السلطة، وأن بعض المسؤولين يستغلون هذا الوضع، من أجل تعزيز الآفاق السياسية الخاصة بهم.


وأضاف «لحود» فى مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية أنه لا يشعر بالارتياح حيال القضية، واتهم الحكومة المصرية بأنها تعرقلها أكثر وأكثر، وأن الأمر يزداد خطورة، رافضاً التصريح بما إذا كان سيعود إلى مصر لحضور الجلسات أم لا، قائلاً إنه سيتخذ قراره، بعد مناقشة القضية مع محاميه وأفراد أسرته.


واتهم نائب مدير البرامج في المعهد الجمهورى الدولى فى مصر، جون توماسزويكى، أحد الأمريكيين المغادرين، فلول النظام السابق بالضغط، لحبس الناشطين العاملين فى المنظمات.


وأضاف توماسزويسكى، فى أول لقاء معه منذ عودته إلى أمريكا مع شبكة «فوكس نيوز»: «يوم المحاكمة كان اليوم الأحلك بالنسبة لنا، حيث رأينا زملاءنا وراء القضبان فى قفص، بينما تصفهم وسائل الإعلام والأفراد بأنهم خونة، فكان يوماً مظلماً حقاً بالنسبة لنا، ورغم أن الربيع العربى جرّف عهد مبارك، فإن الأفراد من أصحاب النفوذ مازالوا قائمين، وهم من أثاروا الحكومة والقانون ضدنا، والحكومة لا تملك الكثير من الأدلة القوية ضدنا، والقضية تستند إلى أدلة ملفقة من قِبَل السياسيين وبقايا نظام مبارك القديم».


وأعرب توماسزويكى عن شكره للسفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، على جهودها من أجل الإفراج عنهم، مشيراً إلى أنها عرضت استضافتهم فى السفارة، وبالفعل توجهوا إليها، للاحتماء بها حتى تم الإفراج عنهم.