صحف القاهرة: «الجنزوري» في «ملعب» الإخوان.. وسحب الثقة هو الحل

كتب: عزة مغازي الأربعاء 07-03-2012 12:45

اختلفت اهتمامات الصحف المصرية الصادرة صباح الأربعاء، ففي حين كثف بعض الصحف الهجوم على الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته بسبب السماح بسفر المتهمين في قضية التمويل الأجنبي، وجلسة مجلس الشورى الساخنة التي حضرها عدد من الوزراء، اهتم البعض الآخر بتناول الاستعداد للانتخابات الرئاسية، وكذا العقبات التي تواجه تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، في حين لم يحظى بالاهتمام الملحوظ كارثة نفوق الآلاف من رؤوس الماشية بعد تفشي وباء الحمى القلاعية في عدة محافظات بجنوب مصر والدلتا.

الإخوان.. والحكومة الائتلافية:

أكدت صحيفة «الجمهورية» في عنوانها الرئيس أن الإخوان المسلمين بدأوا عقد اتصالات لتشكيل وزارة جديدة بالفعل، وذلك في الوقت الذي كثفت فيه صحيفة «الحرية والعدالة» من هجومها على كمال الجنزوري رئيس الوزراء المكلف من المجلس العسكري وحكومته، وعلقت الصحيفة في أحد عناوينها الرئيسية على بيان الحكومة الذي ألقاه الجنزوري أمام مجلس الشعب الأسبوع الماضي بأنه جاء فيه: «10 سطور للسياحة.. سطر للإعلام.. وصفر للثقافة».

وعلى صفحتها السابعة قالت «الحرية والعدالة» نقلا عن أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى والقيادي بالحزب المولود من رحم جماعة الإخوان المسلمين، أن أداء حكومة الجنزوري «مرتعش وضعيف» وأن سحب الثقة من الحكومة هو الحل.

وردت الصحيفة على ما قاله كتاب صحفيون وخبراء قانونيون حول عدم أحقية أغلبية مجلس الشعب في تشكيل الحكومة وفقًا للإعلان الدستورى، حيث نقلت عن نواب برلمانيون ينتمي معظمهم لحزب «الحرية والعدالة» أن المجلس العسكري سيميل لقبول حكومة ائتلافية يشكلها البرلمان.

ورجح نواب الإخوان المسلمين الذين استطلعت الصحيفة أراؤهم ألا يصطدم العسكري بالبرلمان، وأن يستجيب للتشكيل الذي ستطرحه الأغلبية «الحرية والعدالة» بالتوافق مع بقية الأحزاب الفائزة.

ولم يكن الجنزوري هو الشخص الوحيد الذي احتل اسمه مساحة لافتة على الصفحة الأولى لـ «الحرية والعدالة»، حيث حملت الصفحة الأولى تقريرًا بعنوان «ساويرس انفق مبالغ طائلة لإنجاح أبو حامد».

ونقلت الصحيفة في تقريرها عن محمد رؤوف غنيم منسق تحالف الكتلة المصرية الذي يضم حزب «المصريين الاحرار» أن النائب محمد أبو حامد الذي استقال مؤخرًا من الحزب قام بموقف لا يليق – قاصدا الاستقالة المفاجئة.

وفي متن التقرير نقلت الصحيفة نص تصريح غنيم الذي قال فيه: «إن استقالة أبو حامد من الحزب تعد إدارة ظهره للشخص الذي أنفق كثيرًا من جيبه الخاص على حملة أبو حامد الانتخابية، وقالت الصحيفة إن في هذا التصريح إشارة لرجل الأعمال نجيب ساويرس».

واختتم التقرير بفقرة تقول على لسان غنيم « القوى السياسية الليبرالية لم تفهم بعد الفرق بين إدارة شركة وإدارة حزب سياسي، أوالفرق بين المصلحة الفردية والحزبية ومصلحة التيار المدني، بل الوطن».

معارك الشورى والحكومة:

اهتمت صحف القاهرة بالجلسة التي عقدها الشورى، الثلاثاء، لمساءلة الحكومة حول سفر المتهمين الأمريكيين في قضية «التمويل الأجنبي».

ووصفت «الأهرام» جلسة الشورى بالجلسة العاصفة، بينما قالت «الجمهورية» إن جلسة الشورى واحدة من «توابع زلزال خروج الأجانب».

واتخذت «الجمهورية» في عنوان متابعتها موقفًا مناصرًا للمتهمين المصريين في القضية نفسها وقالت إن «المساواة في الإفراج عدل»، وعلقت الصحيفة فى عنوان لاحق «حلال للأمريكان .. حرام على المصريين».

ونشرت الصحيفة ثلاث صور، اثنتان منهما من الجلسة والثالثة من المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة، وصاحب الصور جميعها تعليقات ذات صبغة ساخرة.

وعلقت «الجمهورية» على صورة لفايزة أبو النجا وزير التعاون الدولي وهي تحدث زميلها محمد عطية وزير التنمية المحلية بالقول: « دبرني يا عطية»، بينما حملت صورة الجنزوري تعليقًا يقول «ما باليد حيلة»، وأخيرا جاءت صورة لنائبين يبدو عليهما الغضب علقت عليها «الجمهورية»: «اقنعونا واحترموا عقولنا».

أما صحيفة «التحرير» فكتبت عنوانا رئيسًا عريضًا يقول: «الجنزوري : مصر لن تركع من أجل البطاطس»، وتحت عنوان «بطاطس الجنزوري» علقت الصحيفة على تصريحات الجنزوري فى المؤتمر الصحفي الذي عقده، الثلاثاء، وتحدث فيه عن صادرات مصر من البطاطس والموالح وما واجهها من صعوبات.

وقالت «التحرير» إن رئيس الوزراء حاول التغطية على «فضيحة تسفير الأمريكان» فتنصل في مؤتمر صحفي «باهت» من المسئولية، ولم يذكر المجلس العسكري الذي عدته الصحيفة المسئول الأول عن القضية.

وفي إشارة إلى تكرار «الجنزوري» لجملته الشهيرة التي قالها قبل سفر المتهمين، قالت «الشروق» في عنوان إحدى تقاريرها: « الجنزوري: مصر لن تركع .. تاني».

وتابعت الصحيفة نقلاً عن «الجنزوري» أن القضاء وحده مسؤول عن سفر المتهمين الأجانب، وأن الجهات التنفيذية لم تتدخل في قرار السفر.

واختارات «الوفد» عنوانا مجازيا لتصريحات الجنزوري في مؤتمره الصحفي قالت فيه: «الجنزوري يغسل يده من التمويل الخارجي».

ونقلت أغلب الصحف تصريحات فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي، وحسين مسعود، وزير الطيران المدني، في مجلس الشورى والتي أعلن فيها الوزيران براءتهما من السماح للمتهمين الأجانب بالسفر.

شرعية البرلمان.. وتأسيسية الدستور:

تراجع اهتمام صحف القاهرة بالخلافات القائمة بين الأحزاب والقوى السياسية على آليات تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، ولم تخصص الصحف المستقلة والحزبية والقومية الصادرة صباح الأربعاء مساحات كافية على صفحاتها الأولى للقضية عدا صحيفتي «الحرية والعدالة» و«الأخبار».

وقالت «الأخبار» على صفحتها الأولى نقلاً عن فقهاء دستوريين: أن «الجمعية التأسيسية يجب أن تخلو من أعضاء البرلمان»، وأكدت على صفحتها الخامسة أن أغلب الفقهاء الدستوريين والخبراء القانونيين الذين استطلعت أراءهم رفضوا أن يشارك أعضاء البرلمان بغرفتيه «الشعب والشورى» في تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور.

وممن عارضوا تمثيل البرلمان الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون بجامعة الزقازيق، والمستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمستشار نهى الزينى والفقيه الدستوري ثروت بدوي والمستشار زكريا عبدالعزيز، وشككوا جميعًا في شرعية ودستورية البرلمان نفسه لقيامه على قانون معيب دستوريًا.

البحث عن مرشح:

وبعيدا عن أزمة التمويل الأجنبي، والدستور الجديد، تتطرق صحيفة «الشروق» إلى الانتخابات الرئاسية، وتؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين تفاضل بين منصور حسن وسليم العوا لدعمهما في انتخابات الرئاسة المقبلة، ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من «الحرية والعدالة» أن منصور حسن والعوا هما المرشحين الأكثر قبولاً لدى الجماعة، وأكد المصدر ذاته الذي وصفته الصحيفة بكونه مقربًا من منصور حسن، أن رئيس المجلس الاستشاري يحظى بقبول ودعم حزبي «الوفد» و«المصريين الأحرار».

وألمح المصدر إلى أن منصور حسن استفاد من التجارب السابقة للمرشحين على اختلافهم وقرر عدم الدفع باسمه كمرشح محتمل قبل اتضاح الخريطة السياسية،

ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر وصفته بأنه مقرب من المجلس العسكري، أن منصور حسن يحظى بدعم وموافقة المجلس.

«الشروق» قالت في موضع آخر على صفحتها الأولى، أن منصور حسن استقبل الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس العسكري، يوم الثلاثاء، وعقدا معًا اجتماعًا مغلقًا رفض منصور حسن أن يدلي بأي معلومات بشأنه واصفًا إياه بالاجتماع الودي.

وكان المجلس الاستشاري برئاسة حسن قد قرر يوم الثلاثاء الاستمرار في أعماله لحين تسليم السلطة من المجلس العسكري للرئيس المنتخب، وذلك بعد تصريحات عدة منسوبة لاعضاء بالمجلس بينهم سامح عاشور، نائب رئيس الاستشاري، أكدوا خلالها اعتزام المجلس حل نفسه لانتفاء أسباب وجوده بعد انتخاب البرلمان.

الحمى القلاعية.. خارج دائرة الضوء:

اكتفت العديد من صحف القاهرة المستقلة والقومية والحزبية بإشارات وتقارير قصيرة في صفحاتها الداخلية تنقل خلالها تصريحات المسئولين بوزارة الزراعة حول إجراءات الوزارة في مواجهة  وباء الحمى القلاعية، بخلاف صحيفتي الأخبار والتحرير.

فقد أشارت «الأخبار» على صفحتها الأولى لانتشار وباء الحمى القلاعية في محافظات الصعيد والدلتا، وقالت على صفحتها العاشرة أن محافظة الغربية شهدت نفوق ثلاثة آلاف رأس من الماشية في قرية واحدة فقط من قراها، بينما قالت التحرير على صفحتها الأولى أن الوباء ضرب محافظات الغربية والمنوفية وأسيوط والمنيا.

ونقلت «الأخبار» قرار اللواء أسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بحظر نقل الماشية بين المحافظات في محاولة لحصار الوباء.

وأضافت أن أهالي قرية «أبشواي قطور» بالغربية حملوا مواشيهم النافقة وألقوا بها أمام بوابة المحافظة احتجاجًا على تجاهل المسئولين بمديرية الطب البيطري للكارثة وتقليلهم من حجم الوباء.

وطالب الفلاحون بصرف التعويضات وحملوا مديرية الطب البيطري بوزارة الصحة المسؤولية عن نفوق الماشية لتجاهلها تطعيم الحيوانات، وإعطاء بعض رؤوس الماشية تطعيمات فاسدة أدت لنتائج عكسية وزادت من عدد الرؤوس النافقة حسبما تذكر الصحيفة.