نظم نشطاء يهود، معروفون بمعاداتهم لدولة إسرائيل، وقفة وسط العاصمة فيينا للمطالبة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي.
وحمل نشطاء منظمة «السيدات المتشحات بالسواد» ومنظمة «الصوت اليهودي» لافتات كتبوا عليها شعارات مناهضة لإسرائيل، وانتقدوا تهديداتها بشن حرب ضد إيران، بسبب برنامجها النووي، رغم أن الأولى تمتلك بالفعل رؤوسا نووية لا تخضع للرقابة الدولية.
وطرح المتظاهرون في لافتاتهم تساؤلات مثل «من يمثل خطرا حقيقيا.. إيران أم إسرائيل؟»، كما رفعوا شعارا تقول «إسرائيل تثير الحرب فى المنطقة.. يجب إخلاء المنطقة من السلاح النووي.. إسرائيل ترقص فوق النار».
وقالت «أرسولا»، ناشطة بالمنظمة: «إن الهدف من هذه الوقفة هو التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، وشددت على ضرورة أن تخضع كل دول المنطقة، بما فيها إسرائيل، لمعاهدة منع الانتشار النووي».
وحذرت «أرسولا» في حديثها لـ«المصري اليوم» من استمرار رفض إسرائيل من الانضمام للمعاهدة، كونها الدولة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وكذا رفضها القبول بنظام الضمانات الأساسية للوكالة الدلوية للطاقة الذرية، التى تسمح برقابة دولية على أنشطتها النووية، بما يهدد السلام والأمن في المنطقة.
من جانبه، قال صمويل، «50 عاما» إنه يكره الحرب ويؤيد تحقيق السلام والعدل للجميع، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني. وأضاف الناشط، الذي ولد فى إسرائيل، وخدم في جيشها، واضطر للمشاركة في الحرب على لبنان، قبل أن يهاجر عام 1992 إلى النمسا، أنه «يجب إخلاء العالم كله من السلاح النووي وليس فقط منطقة الشرق الأوسط». وطالب بنزع هذا السلاح، الذي يهدد الأمن والسلم العالميين، رافضًا أن تمتلكه أي دولة في العالم، سواء أمريكا أو روسيا أو إسرائيل.
وشاركت باولا الحوراني، رئيس منظمة «المتشحات بالسواد» في المظاهرة، واعتبرت أن الخلاف بين إسرائيل، التي تتمسك بتحقيق الأمن أولا، والعرب الذين يريدون تحقيق السلام أولا، يعقد المسألة ويصعب من الجهود، التي تهدف إلى إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي.
وأعربت عن اعتقادها بأن الجيوش والقوة المادية لايمكنها تحقيق الأمن للشعوب في ظل وجود مشاعر الكراهية وعدم التسامح وغياب السلام والأمن والعدل. وأوضحت أن هذه الوقفة تؤكد رسالة مفادها منع إسرائيل من السير في اتجاه الحرب، ومهاجمة إيران، بسبب البرامج النووية.
وردًا على سؤال حول الجهة، التي تمثل الخطر الحقيقي، إسرائيل أم إيران، قال بيتر ميلفن، رئيس منظمة «الصوت اليهودي»، المناهض للصهيونية إن «إيران هي الدولة التي تهدد بالحرب، وإسرائيل هي التي تمثل الخطر الأكبر، لأن هناك مؤشرات على امتلاكها سلاح نووي، بل وتسعى لمهاجمة إيران، التى تثير مجرد شكوك حول نيتها في تصنيع هذا السلاح».