الفرنسيان العائدان من «حمص»: القصف استهدف الصحفيين بشكل مباشر

كتب: أ.ف.ب السبت 03-03-2012 11:29

قال المراسلان الفرنسيان إديث بوفييه ووليام دانييلز، بعد فرارهما من حي بابا عمرو في حمص المحاصرة، إن القوات السورية استهدفت الصحفيين «بشكل مباشر» أثناء قصفها للمدينة.

ونقلت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية عن الصحفيين الاثنين بعد عودتهما إلى باريس، الجمعة، قولهما: «وقعت خمسة انفجارات متتالية على الأقل وبفاصل زمني قصير.. كان لدينا بالفعل شعور بأننا مستهدفون بشكل مباشر».

وكان القصف الذي حدث يوم 22 فبراير في منطقة بابا عمرو في حمص قد أدى إلى مقتل مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أولشيك، وجرح بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي.

وكان ناشطون قد نجوا في تهريب بوفييه (31 عاما) ودانييلز (34 عاما) من سوريا إلى بيروت. وعبرت عائلة الصحفيين والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن شكره لهؤلاء الناشطين، عند وصولهما إلى قاعدة جوية قرب باريس.

وعرض الصحفيان في حديثهما لصحيفة «لوفيجارو» التي يعملان لحسابها، وقائع الأيام التسعة التي أمضياها في حمص بين 21 فبراير والأول من مارس.

وقالا إن «الناشطين السوريين معتادون على عمليات القصف وأدركوا الخطر فورا. قالوا لنا عليكم مغادرة المكان فورا».

ونقلت الصحيفة عن بوفييه ودانييلز أن «الانفجار كان رهيبا. كانت ماري كولفن وريمي اوشليك عند النقطة التي سقط فيها الصاروخ تقريبا. وقد قتلا على الفور».

وعندها باتت بوفييه عاجزة عن تحريك قدميها جراء اصابتها بالقصف، وقالت «صرخت، فقام مسلحو الجيش السوري الحر بنقل الصحفيين إلى مستشفى ميداني ثم إلى منزل في حي بابا عمرو».

وأعقب ذلك محاولات عدة لإجلاء الصحفيين من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل أن يحاول متمردو الجيش السوري الحر تهريب الصحفيين الغربيين.

وعلق الصحفيان الجريحان في المدينة لأيام حتى بعد أن تمكن الجيش السوري الحر من نقل الصحفي البريطاني كونروي وزميله الإسباني خافيير اسبينوزا إلى خارج البلاد وادخالهما إلى لبنان.

وقالت بوفييه «لم نعرف أي شىء.. هل كان الطريق مغلقا؟ هل كانت القوات السورية قادمة؟ كنت أريد الهرب فعلا قبل أن أتذكر في كل مرة أنني لا أستطيع التحرك».

ولم يكشف الصحفيان الطريق التي سلكاه بعد ذلك، لكنهما قالا إنهما كانا بحماية سكان في المنطقة «على الرغم من المخاطر». وتحدى منقذو الصحفيين أيضا المطر والثلوج في الطرق الجبلية الوعرة واستبدلوا الآليات عدة مرات. وقالت بوفييه «لقد عرضوا أنفسهم للخطر فعلا وفعلوا كل شىء من أجلنا».

وقد وصلا إلى لبنان الخميس، وهو ما يبدو يوم سقوط حي بابا عمرو بأيدي الجيش السوري، ثم أعيدا إلى فرنسا في اليوم التالي.

من جهته، أشاد دانييلز عند وصوله إلى باريس بأهل حمص، وقال «إن بابا عمرو دعمنا وعاملنا كملوك، كنا في أحد المنازل الأكثر حماية. هؤلاء الناس أبطال ويتم قتلهم».

وأضاف أن «الذين أنقذوا حياتنا ماتوا بالتأكيد مع أنني لا أعرف بدقة.. كان كابوسا استمر تسعة أيام».

وقبل وصول الصحفيين إلى فرنسا، أعلنت النيابة العامة في باريس أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا الجمعة لكشف ملابسات مقتل المصور الصحفي الفرنسي ريمي اوشليك ومحاولة قتل الصحفية الفرنسية اديث بوفييه».