أكد المخرج الموريتانى العالمى عبدالرحمن سيساكو أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى شارك فى عضوية لجنة تحكيم مسابقته للأفلام الطويلة يعتبر من ثمار ثورة 25 يناير خاصة أن الأفارقة كانوا ينتظرون مثل هذه التظاهرة الفنية منذ سنوات طويلة. مشدداً على أن القارة السمراء لديها قناعة بأن مصر هى القائد.
وقال سيساكو الذى شارك بالعديد من أفلامه فى مهرجانات دولية وحصل على جوائز عالمية لـ«المصرى اليوم»: مصر كانت تنظر ناحيتى الشمال والغرب، وبعد عدم التوافق العربى الكامل لم يعد لدينا سوى التوافق الأفريقى، لذلك أنا سعيد بوجودى فى مهرجان الأقصر.
وأضاف: المهرجانات تسمح للسينمائيين الأفارقة بالتعرف على بعضهم عن قرب، وحضور مبدعين من مختلف دول القارة للقاء زملائهم المصريين شىء جيد، فحتى لو كانت اللغة تمثل عقبة فى التحاور، فإن مشاهدة الأفلام تعتبر نوعا من الحوار المثمر.
وأكد أن السينما المصرية التى يعرفها هى سينما يوسف شاهين ويسرى نصرالله ومحمد خان لأنهم قدموا أفلاما تتحدث عن موضوعات عالمية تمس كل البشر، موضحا أن أسلوب هؤلاء المخرجين فى الكتابة السينمائية يصل إلى أى متلق بغض النظر عن جنسيته ويلعبون فى السينما المصرية دور المعلم.
وقال سيساكو: لابد أن تلعب السينما دورا تعليميا، فهى ليست وسيلة تسلية فقط، ويجب أن نتعلم منها ونعرف بعضنا من خلال الأفلام ونتشارك فى القيم، والسينما عليها أن تجعلنا نفكر، كما أن نجيب محفوظ كان عالميا برواياته لأن أفكارها موجهة لكل البشر، والسينما لابد أن تتجاوز مرحلة تناول موضوعات محلية فقط.
وعن السينما فى موريتانيا قال: ليس لدينا إنتاج حقيقى فى السينما الموريتانية، والتجارب فى بلادنا قليلة، فمازلنا فى مرحلة الولادة لذلك لم يحضر مهرجان الأقصر سوى مخرجتين فقط.
وحول عمله كمستشار للرئيس الموريتانى قال: أعتبر هذا المنصب الذى توليته منذ شهور قليلة بمثابة خبرة جديدة، كما أنه أشبه بصرخة سينمائى آتت ثمارها، وعندما تدعو السياسة فنانا فإن الثقافة يكون لها دور يجب أن تلعبه، وليس بالضرورة أننى أمتلك القدرة على التغيير فى بلدى ولكننى وافقت على هذه التجربة لأننى سأشارك فى عمل جماعى وسأسعى لوضع سياسة ثقافية فى موريتانيا، وأعتقد أن هذا العمل نوع من التضحية لأنه سيعطلنى عن الإبداع والتأمل.
وكشف سيساكو عن أنه بصدد التحضير لفيلم مازال فى مرحلة الكتابة وتدور أحداثه داخل موريتانيا موضحا أنه من الممكن أن يكون مخرجا ومستشارا للرئيس الموريتانى فى نفس الوقت.
وأشاد المخرج العربى الذى عاش طفولته فى مالى وبزغ نجمه كسينمائى فى فرنسا بثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنها حدث بالغ الأهمية حيث كشفت عن وجود الأمل فى القضاء على الاستبداد.