قال مصدر كنسي مطلع في المقر البابوي، الجمعة، عن زيارة أمير الجماعة الإسلامية لمطرانية بني سويف، إن أبواب الكنيسة الأرثوذكسية مفتوحة لجميع التيارات في المجتمع المصري، سواء كانت تيارات سياسية أو دينية، لكن للزيارة فقط دون ممارسة أي نشاط سياسي.
وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن العلاقة بين «الأقباط» والإخوان المسلمين، والتيارات السياسية الأخرى، اتخذت منحى طيبًا بعد ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن الأقباط والكنيسة عانوا، كما عانى الإخوان، فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأكد انطلاق العديد من الحوارات فى الأبرشيات مع جماعة الإخوان المسلمين، التي هنّأت كل الكنائس مؤخراً فى عيد الميلاد المجيد بوفود رفيعة المستوى.
من جهة أخرى، قام الشيخ أحمد يوسف، أمير الجماعة الإسلامية ببنى سويف، والذى اعتقله النظام السابق لمدة 18 عاما، بزيارة لإبارشية بنى سويف، مع وفد ضم الشيخين أحمد فوزي، ومحمد عبدالعزيز، واستقبلهم الأنبا غبريال، أسقف الكنيسة، والقمامصة فرنسيس، وكيل الأسقفية ويوسف وإسطفانوس. واستمر اللقاء ساعة كاملة داخل الكنيسة.
وقال الشيخ أحمد يوسف، خلال اللقاء، للأنبا غبريال: «إننى يا نيافة الأنبا أردت أن ألتقى بك بعد مرور سنة كاملة على ثورة 25 يناير لتعرف السبب الحقيقى وراء الوقيعة بين المسيحيين والمسلمين، وهو هذا الجهاز الأمني العتيق للنظام السابق. ولو أن جهاز الأمن التابع للنظام السابق موجود لما كان لهذه الزيارة أن تتم».
وأضاف: «أردت من تأخير زيارتى أن تتابع مسريتنا كجماعة اضطهدها النظام السابق وزج بنا فى السجون، بسبب اتهامانا بالتطرف»، وتابع حديثه: «عشنا سويا بعد الثورة وبعد خروجنا من المعتقلات فى المحافظة فى انفلات أمنى وكنا حريصيين على أن نقدم الإسلام لكم فى صورته الحقيقة التى شوهها النظام السابق بأمنه».
وذكر أن «النظام السابق فى أوائل التسعينيات أحرق 20 صيدلية ومحلا تابعيين للمسحيين، واتهمنا بأننا وراء هذه الحرائق فى يوم واحد. فهل يعقل هذا؟». وأضاف: «روعوا المسحيين منا على خلاف الحقيقة وألصق بنا النظام السابق تهم البلطجة ونحن لا علاقة لنابالبلطجية».
وأكد أن من «صنع البلطجية هم رجال النظام السابق ولست أنا». وقال: «إن المسيحيين لهم منا كل الأمن والأمان والبر والقسط، لأن هذا حقهم الذي كفله لهم الدين الإسلامي»، مشيرا إلى أنه ليس كل الأقباط يخافون من التيارات الإسلامية كما يدعى البعض، لأن الشريعة الإسلامية ليست جديدة عليهم، فقد تعايشوا مع المسلمين فى عصور طبقت فيها الشريعة الإسلامية.