وصلت رياح التغيير التى حملتها الثورة اليمنية لمجلس النواب (البرلمان) حيث أعلن يحيى الراعى رئيسه موافقته على الرحيل. وقال إنه طالب بانتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان لأن «الملل أصابه من رئاسة مجلس النواب»، داعياً إلى استبدال الرئاسية الحالية بـ«دماء جديدة». وطالب أعضاء البرلمان اليمنى بسرعة انتخاب هيئة جديدة لرئاسة المجلس بدلاً عن الهيئة الحالية التى يرأسها الراعى.
بالمقابل اعترض رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبى الحاكم سلطان البركانى على مطلب انتخاب هيئة جديدة لرئاسة المجلس، مشيراً إلى أن التمديد لمجلس النواب الحالى يسرى على رئاسته. واعتبر النائب محمد الحزمى أن حديث الحزب الحاكم عن بقاء الراعى فى منصبه فى هذه المرحلة المقبلة التوافقية التى تحكم اليمن «يضع أكثر من علامة استفهام». وطالب الحزمى فى تصريح لموقع «مأرب برس» اليمنى بأن تكون رئاسة مجلس النواب فى المرحلة المقبلة توافقية. وبدورهم طالب عدد من النواب بضرورة إجراء انتخابات نيابية مبكرة، حيث اقترح النائب المستقل خالد الصعدى مخاطبة البرلمان لرئيس الجمهورية للدعوة لهذه الانتخابات مبكرا.
ويأتى هبوب نسمات الربيع على السلطة التشريعية فى وقت تصاعدت فيه احتجاجات المؤسسات العسكرية اليمنية للمطالبة بإقالة قادة متهمين بالفساد وقريبين من الرئيس السابق على عبدالله صالح. ووصلت الاحتجاجات لقطاع مشاة البحرية حيث تظاهر 500 جندى وضابط أمام منزل الرئيس اليمنى الجديد عبدربه منصور هادى، وطالبوا بإقالة قائد اللواء العميد حسين خيران الذى يتهمونه بالفساد. انطلقت مسيرة كبيرة من جنود وضباط وطيارى القوات الجوية من أمام منزل الرئيس الجديد فى طابور منظم باتجاه القاعدة الجوية بالقرب من مطار صنعاء شمال المدينة، وذلك للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر.
وتستمر الاحتجاجات أيضا فى جميع القواعد الجوية خاصة فى العند بالجنوب وتعز وسط البلاد ضد محمد الأحمر، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس السابق على عبدالله صالح. وكانت الاحتجاجات فى المؤسسة العسكرية والأمنية فى اليمن انطلقت قبل عدة أشهر وتراجعت حدتها تزامنا مع انتقال السلطة. وينص اتفاق انتقال السلطة سلميا فى اليمن على إعادة هيكلة القوات العسكرية والأمنية التى يسيطر أقرباء وحلفاء الرئيس اليمنى السابق على مناصب حساسة فيها.
من جانبه، اعتبر الكاتب ديفيد اجناتيوس فى مقاله بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن أبرز التحديات التى يواجهها الربيع اليمنى هو إصلاح الجيش الفاسد. وعدد مظاهر الفساد التى استشرت فى أركان القوات المسلحة حيث قال إن الجنود يتقاضون معاشاتهم مباشرة من قادة الألوية، الذين بدورهم يستقطعون المال ويقوضون الروح المعنوية لدى الجنود. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تطالب الرئيس اليمنى الجديد بدفع معاشات القوات المسلحة بشكل مباشر، مؤكدة ضرورة إصلاح اثنتين من المؤسسات الأمنية اللتين يترأسهما كل من أحمد، نجل الرئيس صالح، ويحيى ابن شقيقه، وذلك لأن الولايات المتحدة تعتمد على هاتين المؤسستين فى حربها على القاعدة. ويخلص اجناتيوس إلى أنه رغم أن واشنطن تأمل فى إجراء تغيير تدريجى فى هذين القطاعين خلال الأعوام القادمة، إلا أنه اعتبر أن أى تغيير من قبل الولايات المتحدة فى الضغط لإصلاحهما سيجعل واشنطن تبدو وكأنها تقوم بـ«تدليل آل صالح».