رئيس «رابطة المسلمين» باليونان: مسلمو أوروبا احتجوا على «الفيلم المسيء» بتحضر

كتب: نادية سمير الأحد 16-09-2012 15:18

 

قال الشيخ عبد الرحيم عبد السيد، رئيس رابطة اليونانيين المسلمين والمهاجرين العرب، في حوار أجرته معه «المصري اليوم» في العاصمة اليونانية أثينا، إن هناك فرق بين ردود أفعال المحتجين على «الفيلم المسيء» للرسول، الذين عبروا عن رأيهم «بتحضر»، وأولئك الذين لجأوا إلى العنف والقتل للتعبير عن غضبهم.

واعتبر أن الفارق بين الذين عبروا عن احتجاجهم بعنف، وبين من نظموا وقفات احتجاجية سلمية، هو ثقافة المجتمع التي اعتبر أنها تؤثر في ردود الفعل.

 

برأيك.. ما هو دور ثقافة المجتمع في تشكيل سلوك الشباب المسلم في أوروبا؟

لا شك أن ثقافة المجتمع تؤثر في ردود الفعل، خصوصًا من عاش وقتا طويلا في المجتمع الغربي. وأعتقد أن التحضر يعطي الشباب نوعا من الطمأنينة والتعقل في رد الفعل، وذلك لمعرفته الجيدة بدين النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- إذ كان صبورًا وليس ضعيفًا.

 

وكيف تدلل لهؤلاء الشباب الغاضبين على ما تقول؟

جاء ذلك بوضوح في حديث شريف عن السيدة عائشة رضي الله عنها إذ قالت: «لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بفاحش ولا متفحش ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح».

 

لكن هناك من يصف سلوك الشباب المسلم الذي لم يشارك في المظاهرات أساسًا بأنه نوع من السلبية.

لا أراها سلبية. معظم الشباب يأتي إلى أوروبا للعمل وتحسين مستوى معيشته. لو تحدثنا على مستوى اليونان، نحن كمسلمين نعاني من العنصرية ضد الأجانب وضد الإسلام بوجه خاص، مع ذلك بعض الجاليات المسلمة مثل الهنود والأفغان والباكستانيين والبنجلاديش قامت بإصدار بيانات شجب للفيلم المسيء.

 

وهل هناك دور للمساجد أو زوايا الصلاة (لا يسمح القانون اليوناني ببناء مساجد حتى الآن) في تشكيل رؤية الشباب المسلم في أوروبا أو القادمين إليها؟

نعم، لا يخفى على أحد أن بيوت الله لها أثر بالغ على المستمعين، خاصة إذا أحسن الداعي أو إمام المسجد إلقائها، وقام بإعداد الخطبة إعدادًا جيدًا، وخرجت من قلبه لا من لسانه فحسب، بالتأكيد سيجد لها أثرًا طيبًا فيمن يدعوهم.

 

نرى حالة الغليان في دول العالم الإسلامي من الفيلم المسيء للنبي.. لكن بماذا تفسر اختلاف ردود الفعل بين المسلمين في الدول العربية خصوصًا ومسلمي أوروبا؟

المتظاهرون في غالبية الدول العربية اعتدوا على بعض السفارات ومقار البعثات الأجنبية، وهذا تصرف مشين لا يمت للإسلام بصلة. لكن نجد معظم دول أوروبا التي يوجد بها عدد لا بأس به من المسلمين اتخذوا طريقًا آخر وهو الوسيلة الحضارية في التعبير عن رأيهم بطرق لا تؤمن بالعدوان ولا تريده بل تخاصمه. المسلم يجب أن يرفض العدوان على النفس. موقف الشباب المسلم في بريطانيا وما قاموا به من توزيع 110 ألف نسخة من القرآن الكريم وسيره النبي- صلي الله عليه وسلم- كان خير وأبلغ دليل على سلوك المسلم الحقيقي.