مخرجون ومؤلفون: إسماعيل عبد الحافظ لم يتنازل فى فنه أمام الإغراءات

كتب: محسن حسني الجمعة 14-09-2012 23:45

«رحمه الله بقدر ما أعطى لبلده من فكر مستنير وفن ملتزم وراق».. بهذه الجملة بدأ المخرج محمد فاضل حديثه عن المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ- أحد أبناء جيله ورفيقه فى الدرب منذ عشرات السنين.

يقول فاضل: أهم صفة ميزت المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ كانت حفاظه على مبادئه وعدم تقديمه أى تنازلات، لا للرقابة ولا لضغوط السوق، ولا لأى تيار، وكان يحرص دائما على تقديم أعمال تحمل فكراً مستنيراً ورسالة هادفة.

ويضيف: قابلته فى رمضان الماضى بأحد معامل المونتاج بشركة صوت القاهرة، حيث كان يجرى عمليات المونتاج النهائية لآخر أعماله- مسلسل «ابن ليل» الذى تعرض لظلم فى مكان وتوقيت عرضه، حيث أذيع الساعة 12 ليلاً على قناة الأسرة والطفل، ولم يبد «عبدالحافظ» اعتراضاً رغم أن هذا العمل أرهقه جداً، وكنا نتعلم منه السماحة وحب الناس.

ويقول المؤلف يسرى الجندى: خبر وفاته كان مفاجأة مفزعة بالنسبة لى، فلم يكمل 3 أيام علاج فى فرنسا، لكن هذا قضاء الله ونحن ندعو له بالرحمة، وقد جمعتنى به العديد من الأعمال منها «شارع المواردى»- جزأين، و«بعد العاصفة» و«الوجه الآخر» و«سامحونى مكانش قصدى» وسهرة كوميدية بعنوان «الدرمللى وصل» وأعمال أخرى كثيرة، وكان نعم الأخ ونعم الصديق وعلاقته بمن يعملون معه كانت إنسانية إلى أقصى درجة، لقد خسرت مصر مخرجاً كبيراً لا أعتقد أنه بالإمكان تعويضه لأنه كان ينتمى لجيل متميز وكان هو بينهم الأكثر تميزاً. ويضيف الجندى: كان «عبدالحافظ» إضافة للدراما العربية كلها وكانت اختياراته لها خصوصية، فلم يكن يخرج إلا المسلسل الذى يقتنع به.

ويقول المؤلف محمد صفاء عامر: جمعتنى به 3 أعمال هى «ضد التيار» و«عدى النهار» وأخيراً «حدائق الشيطان» وكان بيننا مشروع لمسلسل رابع لكن وافته المنية قبل أن نتفق، والأهم من الأعمال التى جمعتنا هو صداقتنا العائلية القوية، هو صديق يصعب تعويضه، فقد كان شديد الكرم، ولم أر فى حياتى شخصاً فى كرمه إلا الفنان الراحل أحمد زكى رحمه الله.

ويضيف «عامر»: من أبرز صفات المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ أنه كان صاحب كلمة، والكلمة منه كانت عقداً، نحن لا نزكيه على الله، نقول فقط الله يرحمه، فقد رحل ضمن من رحلوا من العظام وتركوا هذا الوطن تمرح فيه الغربان. ومن المخرجين الشباب الذين تتلمذوا على يديه المخرج حسنى صالح الذى يقول عنه: «كان بمثابة الأب، وكان يقول عنى دائماً إننى ابنه البكرى، وعملت معه كمدير تصوير فى حوالى 90% من أعماله لعل أبرزها «عفاريت السيالة» و«حدائق الشيطان» و«جمهورية زفتى» و«ليالى الحلمية» بكل أجزائه وأعمال أخرى كثيرة».

ويضيف «صالح»: كان أطيب قلب وأنظف يد فى الوسط الفنى، وأنا شاهد عيان على مواقف تؤكد وطنيته وحفاظه على مبادئه، فقد عرضت عليه ملايين الدولارات من أجل إخراج أعمال تخدم أهداف خارجية معينة أثناء الحرب على العراق وقبلها، لكنه كان يرفض كل هذه الإغراءات، وعاش بمبادئه.